تقارير وتحليلات

ذا هيل: إيران مسمار في نعش العلاقات الأمريكية البريطانية

يبدو إن إيران اصبحت المسمار في نعش العلاقات الأمريكية البريطانية، حيث يشعر الخبراء والمشرعين بالقلق خوفاً من تراجع العلاقات البريطانية الأمريكية بعد موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدم التدخل بعد احتجاز إيران سفن بريطانية في مضيق هرمز.

علاقة خاصة

وتعد العلاقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا علاقة خاصة ومن أكثر الحلفاء المقربين تاريخياً، ويزداد قلق الخبراء من الانقسام بين واشنطن ولندن بشأن إيران حيث رفضت المملكة المتحدة دعوة الولايات المتحدة لبذل المزيد من الجهود للعديد من الدول لحماية السفن في الخليج الفارسي علي الرغم من أن إيران استولت علي ناقلة نفط بريطانية في المنطقة.

اختارت بريطانيا بديلاً للمقترح الأمريكي، بزيادة وجودها العسكري في المنطقة، وهو تطور مقلق للغاية بالنسبة لحليفيين في الناتو عملوا سوياً لفترة طويلة، وفقاً لصحيفة “ذا هيل” الأمريكية.

وقال إيلان جولدنبرج ، المسؤول السابق في وزارة الخارجية والذي أصبح الآن خبيرًا في شؤون الشرق الأوسط وإيران يعمل في مركز الأمن الأمريكي الجديد: “إنها علامة رهيبة على أن الولايات المتحدة وأقرب حلفائها لا يمكنهم العمل معًا على شيء أساسي”.

وأوضح أن الولايات المتحدة لا تميل إلي تقديم المساعدة البريطانية والدليل علي ذلك تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي قال فيه ” أن المسؤولية تقع علي عاتق المملكة المتحدة لرعاية سفنها”.

شكوك الحلفاء

ويعتقد جولدنبرج الذي زار لندن مؤخراً وتحدث مع كل من المسؤوليين الحكوميين الأمريكيين والبريطانين بشكل مباشر، أن هذا الأمر يدل علي تحول العلاقة الخاصة في الوقت الحالي، ولدي الحلفاء شكوك لمشاركة الولايات المتحدة في مواجهة العدوان الإيراني والانجرار إلي صراع عسكري بسبب الولايات المتحدة.

وقال جولدنبرج لصحيفة “ذا هيل”: “إنهم قلقون من أنهم إذا فعلوا شيئًا لحماية حرية الملاحة بزعم حماية السفن البريطانية، وفي حال وقوع خطأ ما فيقعوا في صراع وبذلك يكونوا دفعتهم الولايات المتحدة لعمل عسكري”.

وأضاف أن سياسة أمريكا أولاً لإدارة ترامب تجعل الحلفاء يقاومون دعم الجهود الأمريكية في إيران لأنهم غير متأكدين من أن الولايات المتحدة ستقدم لمساعدتهم في حالة نشوب صراع أكبر.

و في الواقع قال بومبو أيضًا ” في حين يلعب الجيش الأمريكي دورًا لمراقبة النشاط في مضيق هرمز ، سيكون للعالم دور كبير في هذا أيضًا ، للحفاظ على هذه الممرات البحرية مفتوحة.

وتأتي هذه التعليقات في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى إقناع الدول الحليفة والشركاء من الدول بالانضمام إلى تحالف يهدف إلى مراقبة الملاحة البحرية في منطقة الخليج ، والمعروفة باسم عملية الحراسة.

التوترات الأمريكية الإيرانية

 

يتم دفع هذه العملية في خضم التوترات الأمريكية الإيرانية المرتفعة الناجمة عن قرار ترامب العام الماضي بسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).

منذ ذلك الحين ، أسقطت إيران في يونيو طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار زعمت أنها كانت تحلق فوق الأجواء الإيرانية ، مما أدى إلى توجيه ضربة انتقامية من إدارة ترامب.
وفي وقت سابق من هذا الشهر ، قالت الحكومة الأمريكية إنها أسقطت طائرة إيرانية بدون طيار على بعد 1000 ياردة من سفينة تابعة للبحرية ، رغم أن إيران نفت تدمير إحدى طائراتها.

بالإضافة إلى ذلك ، ألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في عدة هجمات على ناقلات النفط في الخليج.

الحراسة المرافقة

ولمنع استهداف المزيد من السفن ، وضعت الإدارة عملية الحراسة لمرافقة السفن التي تمر عبر الخليج الفارسي ومضيق هرمز وخليج عمان ، مع قيام الجيش الأمريكي بتوفير “الوعي بالمجال البحري” لسفن شركاء التحالف الذين يقومون بالدوريات.

في حين التزمت الولايات المتحدة بدعم هذه المبادرة ، ستكون هناك حاجة إلى مساهمات وقيادة من الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق النجاح، وفقًا لبيان القيادة المركزية الأمريكية بشأن العملية ، الذي صدر في وقت سابق من هذا الشهر.

ولكن لا يبدو أن الدول تقبل عرض واشنطن، وقال وزير الخارجية البريطاني آنذاك جيريمي هانت يوم ” إن بلاده لن تكون جزءًا من سياسة الضغط الأمريكية القصوى على إيران لأننا نظل ملتزمين بالحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني”، ويوم الأربعاء الماضي قدم هانت استقالته بعد تولي بوريس جونسون منصب رئيساً للوزراء.

تخلي الحلفاء عم العرض الأمريكي

 

وأيضاً رفضت فرنسا وألمانيا أي عرض للقوة العسكرية في الخليج، وطلبت المملكة المتحدة مساعدة كلا البلدين في مهمة تقودها بريطانيا للدفاع عن الشحن في الملاحة البحرية، في حين أعربت الدول عن دعمها السياسي للمملكة المتحدة ،إلا انهم لم يلتزموا حتى الآن بتوفير القوات البحرية اللازمة بشأن المخاوف من تصاعد التوترات.

قال جون ألترمان خبير الأمن العالمي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ” تردد الدول الحلفاء في الانضمام إلى الولايات المتحدة للقيام بدوريات بحرية دليل علي تزتايد البعد بين الولايات المتحدة وحلفائها حول كيفية مواجهة العدوان الإيراني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى