الشأن الأجنبيتقارير وتحليلات

روحاني: نعزز قدراتنا العسكرية ونواجه حربا اقتصادية

أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن بلاده لن تستأذن من أحد لتعزيز قدراتها الدفاعية، مضيفاً أنهم يواجهون حرباً اقتصادية كبرى. وأشار إلى الظروف الدولية الحساسة والانتهاكات الأمريكية، وقال «في الوقت الحاضر تواجه بلادنا ضغوطاً دولية اشتدت منذ العام الماضي، وتستمر في العام الحالي، فالعدو أدخلنا في حرب اقتصادية كبرى».
وأضاف أن حكومة إيران وشعبها لم تكن من بدأت هذه الحرب الاقتصادية، ولكننا لم ندع العدو يسيطر على شبر من أرض الوطن، وقد انتصرنا في ظل الثقة بالذات.
وتابع «في مؤامرة أمريكية جديدة، يفرض على الدول الأخرى أن تتحرك في الإطار الذي تحدده أمريكا لها في القضايا المرتبطة بالتقنية وغيرها»، مشددا على أنهم لن يستأذنوا من أحد لتعزيز قدراتهم الدفاعية وأي أمر آخر، «فالشعب الإيراني يرفض منطق القوة والباطل، ويصمد حتى النهاية».
ولفت روحاني النظر إلى محاولات واشنطن لتصفير صادرات النفط الإيراني، وقال «إننا سنحبط مخططات العدو في هذا المجال، ففي العام الماضي ورغم الحظر صدرنا ما قيمته 43 مليار دولار من النفط، وفي هذا العام، سنصدر بنفس الحجم، ومن جهة أخرى، وللسنة الرابعة على التوالي حققنا الإكتفاء الذاتي في إنتاج القمح، حيث ننتج القسم الأعظم من المواد الغذائية في الداخل».
وعلى صعيد آخر ذي صلة، شدد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، على أنه يجب على الشعب الإيراني أن يستعد للحرب. وحسب وكالة «فارس» للأنباء التابعة للحرس الثوري، أشار خامنئي، في كلمته خلال استقباله حشداً من المعلمين من مختلف أنحاء البلاد بمناسبة يوم المعلم، أشار خامنئي إلى إتخاذ العدو طريق الحرب، وهجومه في المجالات الاقتصادية، والسياسية، والتغلغل الاستخباري، وتوجيه الضربات عبر الأجواء الافتراضية، وقال إن أمريكا وإسرائيل تخططان وتعملان في جميع الأبعاد، وإن ذلك لا يقتصر على الحكومة الأمريكية الراهنة، إذ أن الحكومات السابقة كانت تفعل الشيء ذاته، ولكن بقفاز مخملي إلا إن ما ساعدنا به الرئيس الأمريكي الحالي هو أنه نزع هذا القفاز، وأصبح الجميع يرى تلك القبضة الحديدية التي كانت متخفية تحت القفاز.
وأضاف أنه إزاء نسق الحرب المعتمد ضد الشعب الإيراني، يتوجب على الشعب أيضاً الاستعداد للحرب وعلى جميع المسؤولين وأبناء الشعب والأفراد ذوي الطاقات والإمكانيات والنخبة في أي مجال كانوا الدخول إلى الساحة بالجهوزية والشعور بالمسؤولية.
وقال إنه يبدو على الظاهر أن العدو لم يتخذ قرار الحرب العسكرية حتى الآن وبطبيعة الحال فإن قواتهم العسكرية ترصد الأوضاع بدقة.

من جهة أخرى أشار إلى ضرورة التحول في مجال التربية والتعليم، وقال إن المعلمين هم «مربو الرصيد الأهم للشعب، وهو الرصيد البشري، ومشيدو صرح الحضارة الحديثة، والمجاهدون في ساحة مكافحة الجهل والأمية وصانعو هوية وثقافة الشعب».
واعتبر خامنئي أن الهوية القوية والثقافة الغنية والفكر الصحيح تشكل الأركان الأساسية لصنع الحضارة، ومن هذه الزاوية ذكّر المسؤولين ببعض النقاط المهمة فيما يخص وثيقة اليونسكو لأفق العام 2030، والسبب الكامن وراء إصرار الأجانب سراً وعلانية لتعميمه على الدول الأخرى ومنها الدول الإسلامية بما فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رافضاً تلك الوثيقة الدولية. وأضاف أن الغربيين يتوقعون من معلمينا المتدينين الحريصين على مستقبل البلاد، أن «يقوموا بتربية جنود للغرب، ليصبح تلامذتنا جنوداً ورعايا لأولئك المتوحشين الغربيين المتنمقين بالأربطة الذين يقتلون البشر بكل برودة ويدعمون القتلة أيضا».
وأكد على الضرورة الفائقة لصون الوحدة والتلاحم خاصة في الظروف الراهنة، وأضاف أنه على الجميع الحذر من التناحر بسبب اختلاف الأذواق والاجتهادات الشخصية، لأن اقتدار الشعب رهن بوحدته بجميع فئاته الاجتماعية والقومية وكذلك التلاحم بين الشعب والمسؤولين.
وفي سياق متصل، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، خلال كلمة ألقاها بمناسبة عيد المعلم في محافظة خراسان رضوي، أمس الخميس، إن بلاده لن تقبل أبداً الشروط الـ 12 التي قدمتها الولايات المتحدة لطهران، من أجل التوصل لاتفاق جديد معها بشأن برنامجها النووي، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا».
وكانت الولايات المتاحدة قد نصت في استراتيجتها الجديدة للتعامل مع مع أنشطة إيران في دول المنطقة، على 12 شرطا قالت إنه على النظام الإيراني تنفيذها إذا كان يرغب بتجنب عقوبات قد تكون الأشد في التاريخ.
ووصف لاريجاني، تلك الشروط التي أعلنتها واشنطن عقب الانسحاب من الاتفاق النووي بـ«غير المنطقية»، وقال «لا تنتظروا منا الركوع للمطالب الأمريكية. هذه الشروط الـ12 سترمي إيران إلى الذل. لذلك لا توجد وسيلة أخرى سوى المقاومة».
وأضاف لاريجاني، «إداريو الولايات المتحدة غير اللائقين سيضطرون إلى الاستسلام. إذا لم نكن صابرين فإنهم سيزحفون أكثر وسيقومون بما فعلوا تجاه السعودية».
وتابع: «الولايات المتحدة تأخذ أموال السعودية من جهة، وفي نفس الوقت تقوم بإذلالها. لكن الشعب الإيراني ليس هكذا، لأنه شعب متجذر، ويجب أن يدافع عن حقوقه» حسب «إرنا».
ويذكر أن أبرز الشروط الأمريكية هي: الكشف عن كل التفاصيل المرتبطة ببرنامج طهران النووي، والسماح لوكالة الطاقة الذرية بالتفتيش المستمر، والتوقف عن تخصيب اليورانيوم، ومنح الوكالة الدولية نفاذاً شاملاً لكل المحطات النووية، والانسحاب من سوريا، ووضع حد لدعم جماعة الحوثي في اليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى