تقارير وتحليلات

ستريت جورنال: حرب الظل الإسرائيلية ضد إيران تخرج إلى العلن.. حسابات انتخابية ومخاطر التورط بنزاعات متعددة

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعدته فيلسيا شوارتز، عن حرب الظل بين إسرائيل وإيران، التي قالت بأنها باتت تتوسع، في وقت يحضر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لانتخابات مهمة.

وقالت الصحيفة إن محاولة مواجهة التأثير الإيراني تعكس عملا متوازنا، إلا أن المخاطر نابعة من توريط إسرائيل في حروب متعددة. وقالت إن حرب الظل، التي عادت ما تشنها إسرائيل عبر إطلاق صواريخ بالسر وتنفيذ غارات جوية على القوات التابعة لطهران في سوريا، خرجت للعلن، موسعة في مدى الأهداف ضد حلفائها في لبنان والعراق، وجاء هذا في لحظة مهمة من الحياة السياسية لنتنياهو الذي يواجه معركة انتخابية حاسمة.

وترى الصحيفة أن خلف التصعيد في الغارات مجموعة من العوامل المحلية والجيوسياسية التي تلاقت معا. وأكد نتنياهو أن إيران لم تعد محصنة، وسيتم استهدافها في أي مكان يتم الكشف عنه. وقال يوم السبت: “لم تعد لإيران حصانة في أي مكان”، و”تعمل قواتنا في كل مكان ضد العدوان الإيراني”.

وقالت الصحيفة إن المخاوف الإسرائيلية من بناء إيران قاعدة تأثير لها في الشرق الأوسط تأتي في وقت تبحث فيه واشنطن ودول الخليج عن طرق لمواجهتها. واتهمت الولايات المتحدة إيران بتنفيذ هجمات على ناقلات نفط تجارية في أيار/مايو بمنطقة الخليج.

وزاد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ قرار الرئيس دونالد ترامب الخروج من الاتفاقية النووية التي وقعها سلفه ودول أخرى مع طهران عام 2015. وأعاد ترامب فرض العقوبات على طهران وطبق عليها استراتيجية أقصى ضغط. وتشير الصحيفة إلى دفاع المسؤولين الأمريكيين عن أفعال إسرائيل ضد إيران ووصفهم الغارات بأنها رد ضروري على التحركات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، وتحميلهم العراق ولبنان مسؤولية السماح للقوى المؤيدة لإيران بالعمل من داخل أراضيها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في إدارة ترامب: “نحن لا نريد، بالتأكيد، حربا مع إيران، ولكن هذا لا يعني أن إيران تستطيع التصرف من دون قيد في المنطقة”.

وقال نتنياهو إن هذه التحركات العسكرية تعتبر مهمة لأمن إسرائيل. وتحظى الحملة العسكرية بدعم عام مع أن قادة في المعارضة انتقدوا تصريحاته العلنية التي قالوا إنها تؤثر في قدرة الردع الإسرائيلية. وأعلنت إسرائيل أنها ضربت موقعا في سوريا قالت إنه كان سيستخدم لإطلاق طائرات قاتلة مسيرة نحو الأراضي الإسرائيلية. وحمل المسؤولون اللبنانيون، الأحد، إسرائيل مسؤولية انفجار طائرتين مسيرتين في بيروت.

وفي نهاية اليوم، انفجرت طائرة أخرى على الحدود العراقية – السورية قتلت اثنين من عناصر جماعة موالية لإيران. وفي وقت آخر من يوم الإثنين، ضربت مقاتلات إسرائيلية قواعد تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في شرق لبنان، وتحظى هذه الجماعة بدعم من إيران.

وتعلق الصحيفة بأن الهجمات تعكس استراتيجية نتنياهو الذي يقدم نفسه على أنه حامي إسرائيل، إلا أن المخاوف منها تنبع من توريط إسرائيل في سلسلة من النزاعات. وحذر محللون من إمكانية استغلال أعداء إسرائيل اللحظة المحورية لنتنياهو ومحاولته الفوز بالانتخابات وجره إلى حرب أوسع.

ونقلت الصحيفة عن دانيال شابيرو، السفير الأمريكي السابق في إسرائيل، الذي يعمل الآن في معهد الدراسات الأمنية بجامعة تل أبيب: “التورط في عمليات متعددة علنية وعلى أكثر من جبهة وبسياق سياسي مرتبط بها قد يدفع واحدا من أعداء إسرائيل أو أكثر إلى التصعيد والدخول في حرب أوسع”. وتعلق الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين تجنبوا في الماضي استفزاز الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، إلا أن قرار إسرائيل اليوم توسيع الحرب وضرب أهداف في لبنان بعدما تجنبت هذه الجبهة منذ حرب عام 2006 يثير مخاوف من مواجهة جديدة.

وأكد الزعماء الإيرانيون أن الوجود العسكري في سوريا والعراق جاء بناء على دعوة من حكومتي البلدين، والهدف منه منع أي عدوان ضد طهران. وفي تغريدة للرئيس اللبناني، ميشيل عون، نشرها يوم الإثنين، قال إن الأفعال الإسرائيلية تصل إلى مستوى إعلان الحرب، وهو ما سيجبر حكومة لبنان على الدفاع عن سيادة البلاد. وجاء فيها: “نحن شعب يبحث عن السلام لا الحرب، ولن نتسامح مع أحد يهددنا بهذه الطريقة”. فيما اتهمت جماعة عراقية مسلحة اسمها “الفتح”، التي تضم ذراعا سياسية مدعومة من إيران، إسرائيل بالمسؤولية عن انفجار طائرة مسيرة أصابت عنصرين منها. وقالت إنها تعتبر الهجوم بمثابة “إعلان حرب على العراق وشعبه”.

ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون سابقون وحاليون إن توسيع جبهة مواجهة إيران يأتي بعد جهد عام لمنع وصول الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله. وقالت إسرائيل إنها قلقة بالتحديد من وصول صواريخ طويلة المدى إلى الجماعة اللبنانية، بالإضافة للصواريخ المضادة للدبابات، وإمكانية استخدام إيران العراق كقاعدة لتوجيه ضربات لها. وقال ياكوف أميردور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: “أعلنا منذ أعوام عدة أننا لن نسمح لإيران ببناء آلة حرب مستقلة”، مضيفا أن “إيران عدوانية أكثر”.

وفي الوقت الذي رفض فيه المسؤولون الأمريكيون التعليق على تنسيق أمريكي – إسرائيلي في الغارات، أشار مسؤول بارز في الإدارة إلى الاتصالات بين البلدين، فيما دافع المسؤولون الأمريكيون عن توقيت الغارات الإسرائيلية. وقال مسؤول أمريكي عن نتنياهو: “ليست لدينا الرفاهية لكي نختار وقت ضرب الهدف، ونترك هذا الأمر لحكمه، خصوصا أن لديه تاريخا ومعرفة بالموضوع”.

وظل نتنياهو صامتا حول العمليات في سوريا، ولكنه بدأ بالحديث عنها العام الماضي، عندما قامت إسرائيل بعملية انتقامية ضد ما قالت إنها محاولات إيرانية لتوجيه صواريخ من داخل سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى