تقارير وتحليلات

سر صاروخ بركان الإيراني الذي أسقطته السعودية..حقيقة استهداف قصر اليمامة..الترسانة الصاروخية في اليمن

 

أثار إطلاق المتمردين الحوثيين، الموالين لإيران، صاروخا بالستيا على العاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، موجة إدانات واستهجان وعربية ودولية، ضد الحوثيين وإيران والتي ثبت بالدليل القاطع تورطها في استهداف السعودية وتهديد أمن واستقرار الشرق الأوسط بصواريخها التي تنطلق من اليمن.

وأعلن الحوثيون الإيرانيون أن صاروخهم من طراز “بركان تو اتش” إيراني الصنع، الذي اعترضته الدفاعات الجوية السعودية، كان يستهدف اجتماعا لقادة في قصر ملكي هو قصر اليمامة، وهو ما يدخل في إطار الدعاية الإيرانية الحوثية التي تحاول تعظيم قدراتها الصاروخية، حيث كان الصاروخ يتجه لضرب مناطق سكنية.

وأعلن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية اعتراضه للصاروخ الباليستي. وذكرت قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية، ظهر اليوم الثلاثاء، أن “التحالف اعترض صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون جنوب الرياض”.

وقال المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، في بيان أن الصاروخ كان باتجاه مناطق سكنية مأهولة بالسكان بمنطقة الرياض، وتم اعتراضه وتدميره جنوب الرياض دون وقوع أي خسائر.

وأضاف المالكي أن السيطرة على الأسلحة الباليستية ذات التصنيع الإيراني من قبل المنظمات الإرهابية، ومنها ميليشيا الحوثي المسلحة المدعومة من إيران يمثل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، وأن إطلاقها باتجاه المدن الآهلة بالسكان يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني.

سر الصاروخ الإيراني بركان

وصاروخ بركان تو إتش الباليستي، ينتمي لعائلة سكود السوفيتية الشهيرة، وظهر لأول مرة في 22 يوليو العام الحالي، عندما أعلن الحوثيون الإيرانيون عن إطلاق هذا الصاروخ على السعودية.

والبركان H-2 هو عضو في عائلة سكود (كيام 1، سكود-C، والإيراني شهاب-2، وسكود-C، وسكود- 12).

وفي 4 نوفمبر الماضي أعلنت السعودية أيضا عن اعتراض صاروخ من نفس طراز بركان، كان يستهدف مطار الملك خالد الدولي، وهو مطار مدني بالقرب من العاصمة الرياض.

ويعد صاروخ “بُركان إتش تو” واحدا من أبرز الصواريخ الباليستية متوسطة المدى وتقدر المسافة التى يمكنه الوصول إليها ما بين 900ـ1400 كم، وهو أحد الأنواع الأكثر تطورا من صاروخ سكود الذى تمتلكه قوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وتكشف خرائط الأقمار الصناعية لموقع “جوجل” أن المسافة بين العاصمة اليمنية صنعاء والعاصمة السعودية الرياض تتجاوز 1000 كم، بينما تصل المسافة بين الحدود اليمنية السعودية ومدينة الرياض إلى نحو 800 كم تقريبا.

وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية فإن مدى الصاروخ الفعلي المؤثر 930 كم، وبالنظر إلى أن الحوثيين يطلقون الصاروخ من محافظة صعدة شمالى اليمن التى تبعد عن الرياض 919 كم تقريبا؛ فإنه قادر على استهداف الرياض التي تقع في مرمى الصاروخ.

ركز المتمردون الحوثيون الإيرانيون، على استهداف النقاط الحيوية الاستراتيجية فى عمق الأراضي السعودية باستخدام الصاروخ، لا سيما مصافي النفط، فضلا عن المطارات المهمة مثل مطار الملك خالد، كما تم استهداف جدة ومكة وعدد من الفرقاطات السعودية قبالة السواحل اليمنية.

السعودية واليمن

عائلة صاروخ بركان الأخرى

في 2 سبتمبر عام 2016 كشف الحوثيون عن نسخة جديدة من صواريخ “سكود” أطلقوا عليها “بركان — 1” قطره 88 سم وطوله 12.5 متر أي أطول من صواريخ “سكود بي” بـ1.5 مترا، ويحمل رأسا حربيا يصل وزنه إلى 500 كجم.

وكان أول هجوم بهذا الصاروخ على مطار الملك خالد في أكتوبر عام 2016 الذي يبلغ مسافة 525 كم من الحدود اليمنية، وقالت السعودية أنه تم اعتراض الصاروخ، وفقا لموقع Missile Defense AA الأمريكي.

وفي ذات الشهر أطلق الحوثيون الإيرانيون صاروخا أخر على مطار الملك عبد العزيز الذي يبعد عن الحدود اليمنية 630 كم، لكن السعودية لم تؤكد وصول الصاروخ إلى هذا المدى.

في فبراير الماضي أطلقوا صاروخا جديدا “بركان — 2” زعموا أنه يستهدف قاعدة عسكرية على مسافة 40 كم جنوب غرب الرياض، التي تقع على مسافة أكثر من 800 كم من محافظة صعدة.

زعم الحوثيون الإيرانيون أن صاروخ “بركان — 2” تم تطويره برأس حربية أخف وزنا ونظام توجيه أكثر دقة ليكون قادر على الوصول إلى أهدافه، وفقا للموقع.

ترسانة صواريخ إيران في اليمن

منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015 أطلق الحثويون الإيرانيون العديد من الصواريخ الباليستية على السعودية، وفقا لموقع “جانز” الأمريكي، الذي أوضح أن الرياض أكدت أنه تم إطلاق أكثر من 34 صاروخا باليستيا عليها من الأراضي اليمنية.

ويقول الموقع: “رغم تأكيدات السعودية أن أنظمة “باتريوت” المضادة للصواريخ الباليستية أضعفت تأثير تلك الهجمات إلى أقصى حد، إلا أن الحوثيين يصرون على استخدام الصواريخ كوسيلة للدعاية والرد على طائرات “التحالف العربي”.

ولفت الموقع إلى أن مدن مكة وجدة والطائف والرياض تقع في نطاق يمكن استهدافه بصواريخ يصل مداها إلى 800 كم إذا تم إطلاقها من محافظة صعدة اليمنية التي يحتمل أن تنطلق منها الصواريخ.

قبل اندلاع الصراع الأخير كان الجيش اليمني يمتلك ترسانة صواريخ باليستية تضم صواريخ “سكود — بي”، وتشير التقارير إلى أنه كان يمتلك 6 منصات (P117s) تستخدم في إطلاق صواريخ سكود و10 منصات إطلاق أخرى، وتم رصدها خارج صنعاء قبل عام 2015 عن طريق صور الأقمار الصناعية.

وتابع الموقع: “لكن عدد الصواريخ الباليستية التي كانت توجد في ترسانة الجيش اليمني مازالت غير معروفة”، مشيرا إلى أن اليمن كان يحصل على سكود من الاتحاد السوفييتي ومن كوريا الشمالية، خاصة صواريخ “سكود بي إس”.

وقد استولى الحوثيون على كل هذه الصواريخ بعد الانقلاب على الشرعية والتحالف مع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، فضلا عن نقل إيران المزيد من الصواريخ إلى الحوثيين الموالين لها، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء عبر رحلات جوية مباشرة، قبل أن تبدا عمليات التحالف العربي، ف يمارس 2015.

ولفت الموقع إلى أنه عام 2002 اعترضت سفن إسبانية سفينة كانت تحمل 15 صاروخا سكود كانت متجهة إلى اليمن وتم السماح لها لاحقا بإتمام الرحلة بعدما تعهدت اليمن بأن تكون تلك الشحنة آخر صفقة صواريخ من كوريا الشمالية، لكن من المحتمل أن تكون شحنات أخرى قد وصلت إليها تضم صواريخ “سكود سي”، وفقا لموقع “جانز” المتخصص في متابعة أخبار الدفاع والتسلح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى