الشأن العربي

سوريون يعبرون الحدود للفحص الطبي في إسرائيل في جوف الليل

تحت أعين ورقابة الجنود الإسرائيليين عبر أطفال سوريون وأمهاتهم الحدود في مرتفعات الجولان التي يسودها التوتر حتى لا يفوتهم موعد الكشف الطبي.

ويقول العاملون في الحقل الطبي في إسرائيل إن هؤلاء المرضي ليسوا بالمصابين من ضحايا الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ سبعة أعوام الذين يمكنهم السير بل أطفال يعانون مشاكل صحية مزمنة يعبرون الحدود من أجل علاج اليوم الواحد في مستشفى بشمال إسرائيل.

وتقول إسرائيل إنها عالجت ما بين 4000 و4500 من مصابي الحرب من سوريا منذ بدء تنفيذ برنامج للمساعدات الانسانية قبل نحو خمس سنوات.

 

كان عدد الأمهات والأطفال الذين عبروا الحدود في الساعات التي سبقت الفجر يوم الأربعاء أكثر من 40 فردا يمثلون دفعة من 3000 سوري تقول إسرائيل إنهم تلقوا علاجا منفصلا في عملية تسميها ”عملية موعد الطبيب“.

وظل جنود اسرائيليون ينظرون من خلال أجهزة الرؤية الليلة يتابعون إمرأة تحمل طفلا وتمسك بيد طفل آخر وهي تعبر بوابة أقيمت على السور الأمني الإسرائيلي في مرتفعات الجولان المحتلة.

وبعد فحص أمني سريع انضمت المرأة إلى آخرين على جانب الطريق في انتظار حافلة تنقلهم إلى مستشفى زيف في مدينة صفد بشمال إسرائيل حيث استقبل الأطفال مهرج وراح يسري عنهم.

وقال الميجر سيرجي كوتيكوف الضابط بإدارة الصحة العسكرية الإسرائيلية ”يعالجون في المستشفى ويعودون أدراجهم في اليوم نفسه. أحيانا يترددون علينا مرتين أو ثلاث مرات لمزيد من العلاج … أو للجراحة“.

وإلى حد كبير لم تتدخل إسرائيل، التي استولت على مرتفعات الجولان من سوريا في حرب 1967، في الصراع السوري.

غير أنها شنت عشرات الغارات الجوية على ما تعتقد أنها مواقع لقوات إيرانية أو لقوات حزب الله وعمليات نقل أسلحة في سوريا.

وبعد ساعات فحسب من عبور الدفعة الأخيرة من المرضى الحدود انطلقت صافرات الإنذار في الجولان واعترض صاروخ إسرائيلي طائرة بدون طيار قادمة من سوريا.

ومن وجهة النظر الإسرائيلية يمكن لبرنامج المساعدات الطبية استمالة القلوب والعقول في المناطق الحدودية التي زادت فيها أعداد اللاجئين في الأسابيع الأخيرة مع تقدم القوات السورية في هجوم يهدف لاستعادة جنوب غرب سوريا.

مهرج من العاملين في المجال الطبي الاسرائيلي يسري عن الاطفال السوريين بعد عبورهم لتلقي العلاج في اسرائيل يوم الأربعاء. تصوير: رونين زفولون – رويترز
وقال مايكل هاراري طبيب الأطفال بمستشفى زيف إن البنية التحتية الطبية في جنوب غرب سوريا انهارت إلى حد كبير وإن مجموعات من الأطفال السوريين تصل إلى المستشفى كل أسبوعين أو ثلاثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى