الشأن الأجنبي

شبح جول المرعب يدفع رئيس وزراء أردوغان لشن حرب استباقية

في وقت الذي يبرز فيه اسم الرئيس السابق عبد الله جول بينما تحاول قوى المعارضة التركية تقديم مرشح قادر على منافسة الرئيس رجب طيب أردوغان، اضطر رئيس الوزراء بن علي يلدريم إلى الحديث علنا بنبرة التحذير، خشية اتخاذ الرجل ذو الشعبية والعلاقات الواسعة خطوة باتجاه الترشح.
وقال رئيس الوزراء في تصريحات نقلتها صحيفة حرييت، الخميس، إن مشروع المعارضة لإيجاد مرشح موحد “سينفجر في إيديهم”.

وأوضح يلدريم في تعليقه على احتمال ترشح غول: “لا يمكنك الحفاظ على تقدير لمنصبك القديم أو الجديد عندما تترك الحركة السياسية التي شاركت فيها لسنوات عديدة وقد خدمت في مناصب مهمة”.

وتساءل يلدريم بصيغة موجهة لغول: “ماذا يتعين عليك أن تقول بشأن ذلك؟ لماذا لم تقل ذلك عندما كنت تشغل هذه المناصب؟ لماذا لم تفعل أي شيء لإصلاح هذه الأمور؟، في إشارة إلى النقاط التي سيستند عليها غول عند ترشحه وعرض رؤيته المخالفة لحزب العدالة والتنمية الحاكم.

وأصبح الرئيس التركي السابق مركزا للاهتمام في أنقرة، خاصة بعد لقائه زعيم حزب السعادة المحافظ تيم كرم الله أوغلو يوم 25 أبريل، وذلك بعد يوم من ظهورهما معا في حفل لتوزيع الجوائز.

ولجأ أردوغان إلى إعلان مفاجئ عن إجراء انتخابات مبكرة في 24 يونيو المقبل وحصل على موافقة البرلمان، ليضع المعارضة أمام تحد زمني لتوحيد صفوفهم واختيار مرشح في هذه الفترة القصيرة.

مخاوف

وتعد تصريحات يلدريم الأولى من نوعها لمسؤول رفيع بشأن احتمال ترشح غول، مما يعزز الانطباع بوجود مخاوف لدى دائرة أردوغان المقربة من نزول الرفيق السابق في الانتخابات.

وغول هو المؤسس الفعلي لحزب العدالة والتنمية ويتمتع بشعبية كبيرة داخل الحزب وخارجه، حيث اتسمت فترة رئاسته للبلاد بالاتزان والحيادية والتواصل مع كافة التيارات السياسية.

ووفقا لـ “حريت”، فإن الحزب الاشتراكي أيضا راغب في ترشح غول كمرشح مشترك للمعارضة.

ونقلت صحيفة أحوال عن دوغان أكين، رئيس تحرير موقع “تي 24” التركي، قوله إن “مصادر موثوقة” أبلغته بأن “تطورات مهمة” تجري بشكل خاص حول ترشيح غول المحتمل.

وذكر أكين أن “فرصة تقدم عبد الله غول كمرشح مشترك لأحزاب المعارضة لم تكن أبدا أعلى من اليوم”.

وأضاف:” لقد أبلغني أشخاص مقربون من الذين يتفاوضون حول هذه النقطة بأن حزب الشعب الجمهوري سيعطي الضوء الأخضر إلى غول إذا تمكن من التوصل إلى اتفاق مع الأطراف (المعارضة) الأخرى؛ إنها خطوة كبيرة”.

والعلاقة بين غول وأردوغان أصبح يشوبها كثير من الشك، بعد صداقة متينة تمكن من خلالها الأخير من الصعود سياسيا.

ووصل الأمر بينهما إلى توتر فعلي، عندما عارض غول مشروع قانون اقترحه أردوغان يعطي حصانة غير مقيدة لمدنيين قاموا بأعمال عنيفة لصالح السلطة لدى محاولة الانقلاب في يوليو 2016.

وقد يعني ترشح غول انقساما في قواعد الحزب الحاكم إضافة إلى قدرته على استمالة الأحزاب المحافظة، ما يعني أن أردوغان قد يفقد جزءا كبيرا من الخزان الانتخابي الذي يعتمد عليه، وهو ما يفسر تحذيرات يلدريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى