الشأن الأجنبيعالمنا الآن

شركات الأسلحة البريطانية تنفق الملايين لترويج علاماتها التجارية لطلاب المدارس!

علمت صحيفة الأوبزرفر البريطانية أن شركات الأسلحة تنفق ملايين الجنيهات سنويًا لترويج علاماتها التجارية في مدارس بريطانيا.

وأوضحت الصحيفة، اليوم السبت، أن شركات الأسلحة، التي باع بعضها منتجات بعشرات المليارات لحكومات حول العالم منها ذات سجلات سيئة في حقوق الإنسان، ترعى سلسة فاعليات في المدارس التي تعرض فيها علاماتها التجارية، بالإضافة إلى إصدارها مواد تعليمية لتدريسها في الحصص التي تروج لقطاع الدفاع.

وأبرزت الصحيفة استعانة إحدى الشركات بمذيع تليفزيوني للترويج لأنشطتها في مدرسة، فيما أنتجت أخرى نموذج محاكاة لصاروخ حتى يتمكن الطلاب من اللعب به.

وبدورهم، اتهم نشطاء تلك الشركات بمحاولة تصوير طبيعة نشاطها المروع في أذهان الصغار وكأنه أمر عادي، بينما قالت هيئة قطاع الدفاع إن هذا النهج ضروري إذا كانت المملكة المتحدة في طريقها لإنتاج جيل مستقبلي من المهندسين.

وعانت أسواق السلاح العالمية بوجه عام حالة ركود فى السنوات القليلة الماضية. وانسحب تأثير الركود على صناعة السلاح بوجه عام وصناعة السلاح فى بريطانيا على وجه التحديد، ولكن بدا بريق من الأمل الظهور أمام شركات صناعة السلاح البريطانية فى ظل وجود توجه جديد يمكن أن يوفر لها النجاة من ركود كاد يقضى على أرباحها.

كانت وسائل الاعلام البريطانية قد أشارت الى أن شركة بى ايه ايى سيستمز للصناعات الدفاعية والتى تعد أكبر شركة فى مجال التعاقدات الدفاعية على مستوى بريطانيا والثالثة على مستوى العالم قد نجت من الركود بصفقة ستدخل حيز التنفيذ خلال سنوات قليلة وتتعلق بانتاج 4 غواصات جديدة لصالح البحرية البريطانية التى قررت أن تزودها بصواريخ ترايدنت حاملة الرءوس النووية، وتم تقدير حجم الصفقة بـ 41مليار جنيه استرلينى مما جعلها توصف بالصفقة التسليحية الأغلى على الاطلاق، وتضم أحد أكبر برامج التشييد بوجه عام.

وبدا من الواضح أن الشركة قد استفادت من قرار الحكومة البريطانية بأن يكون الانفاق الدفاعى عند مستوى 2% من الناتج المحلى الاجمالى للبلاد.

ولكن يرى المتابعون أن شركة بى ايه ايى سيستمز قد حالفها قدر من الحظ مقارنة بشركات أخرى تعانى ركود سوق السلاح العالمي، حيث تعد شركة رولز رويس، المتخصصة فى صناعة مفاعلات الغواصات النووية والعديد من المنتجات العسكرية، نموذج لما تعانيه الشركات البريطانية فى الفترة الأخيرة، فقد صدرت فى الشركة 5 انذارات متتالية تتعلق بحالة أرباحها خلال الشهور العشرين الماضية.

فما زالت الصناعات الدفاعية تمثل سدس أعمال الشركة بعد أن كانت تمثل 50% من اعمالها خلال سنوات الحرب الباردة. وأرجعت شركة «رولز رويس» ماتواجهه من صعوبات الى ضعف الطلب على محركات الطائرات العسكرية التى تنتجها وبعض المنتجات الأخري.

وهناك شركة كينيتيك، وهى وكالة متخصصة فى مجال اختبارات الطيران العسكري، وتعانى أيضا الركود الى درجة أنها باتت مهددة بفقدان رصيدها من السيولة النقدية فى عام 2010 عندما سادت موجة تقليص النفقات الدفاعية فى ذلك العام. ولكن اليوم تحسنت أوضاع الشركة بفضل حالات عدم الاستقرار والتوتر العالميين ما ادى الى اقدام الدول على زيادة موازنات الدفاع الخاصة بها.

وفى تلك المرحلة الجديدة تحاول شركات السلاح والصناعات الدفاعية البريطانية أن تبحث عن نماذج جديدة تضمن لها الحياة والاستمرارية فى المستقبل.وقد شرعت الشركات البريطانية العاملة فى مجالات الطيران والفضاء والصناعات الدفاعية ـ وتحتل المركز الثانى عالميا حيث تحقق ايرادات لبريطانيا بقيمة 56 مليار جنيه استرلينى فى مرحلة اعادة التكيف والتشكيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى