كتب ودراسات

علماء ينتجون «حساء الكون» الذي أنشأ الأرض بعد الانفجار العظيم

قام باحثون مختصون بإعادة إنتاج قطرات صغيرة مما يسمى بـ » الحساء الكوني «، أو ما يسمى أيضاً بـ » الحساء البدائي «، الذي ملأ لحظات الكون الأولى بعد الانفجار العظيم.

إعادة إنتاج الحساء الكوني

وأصبح معروفاً بالنسبة لنا، أن الكون الشاب كان في أول أجزاء من الثانية بعد ولادته حاراً جداً لاستضافة الذرات المجمعة.

وحسب صحيفة Dailymail البريطانية يعتقد علماء الفيزياء أن الكون حديث الولادة، يتكون من حالة شبيهة بالسوائل تعرف باسم بلازما «quark gluon».

وللمرة الأولى، يدعي العلماء أنهم صنعوا قطيرات من هذه البلازما، وكشفوا كيف يمكن إنتاج 3 أشكال مميزة: الدوائر والقطع الناقص والمثلثات.

حساء الكون

تصادمات توّلد درجة حرارة خيالية

وقال جيمي ناغل، وهو بروفيسور في جامعة Colorado، بولدير، إن «نتائجنا التجريبية أوصلتنا إلى الإجابة عن سؤال: ما هي أصغر كمية من المادة الكونية الأولى المتوقع وجودها؟».

وتولد هذه التصادمات درجات حرارة فائقة السخونة (تريليونات الدرجات المئوية)، ما يسبب نشوء الجسيمات دون الذرية التي تخلق البروتونات والنيوترونات، لكي تتفكك في أشكالها الأولية.

وفي ظل ظروف معينة، وجد الفريق أن القطيرات الناتجة تتوسع لتكون 3 أشكال مختلفة.

حساء الكون

ويأتي الجهد الجديد بعد ما يقرب من عقدين من البحث حول هذا النوع من المادة، ووضع نظرية مبكرة للاختبار، وتقييم ما إذا كانت البروتونات الوحيدة، على عكس الذرات، يمكنها توليد طاقة كافية لجعل تدفق المادة مثل السائل.

واعتماداً على كيفية تكوين التأثيرات، يمكن أن يظهر أحد الأشكال الثلاثة: الدائرة أو القطع الناقص أو المثلث.

ويقول العلماء إن الفهم الجديد يمكن أن يعطينا صورة أوضح عن لحظات الكون الأولى، ما يساعد على تفسير ما حدث عندما تم تبريد البلازما، لتشكيل الذرات الأولى.

 

نظرية الانفجار العظيم

والانفجار العظيم في علم الكون الفيزيائي هو النظرية السائدة حول نشأة الكون.

إذ تعتمد فكرة النظرية أن الكون كان في الماضي في حالة حارة شديدة الكثافة فتمدد، وأن الكون كان يوماً جزءاً واحداً عند نشأته.

وبعض التقديرات الحديثة تُقدّر حدوث تلك اللحظة قبل 13.8 مليار سنة، والذي يُعتبر عمر الكون.

وبعد التمدد الأول، بَرَدَ الكون بما يكفي لتكوين جسيمات دون ذرية كالبروتونات والنيترونات والإلكترونات.

ورغم تكوّن نويّات ذرية بسيطة خلال الثلاث دقائق التالية للانفجار العظيم (الحساء الكوني)، فإن الأمر احتاج آلاف السنين قبل تكوّن ذرات متعادلة كهربياً.

ومعظم الذرات التي نتجت عن الانفجار العظيم كانت من الهيدروجين والهيليوم مع القليل من الليثيوم.

ثم التأمت سحب عملاقة من تلك العناصر الأولية بالجاذبية لتُكوّن النجوم والمجرات، وتشكّلت عناصر أثقل من خلال تفاعلات الانصهار النجمي أو أثناء تخليق العناصر في المستعرات العظمى.

 

النظرية تقدم شرحاً وافياً للظواهر المرئية

وتُقدّم نظرية الانفجار الكبير شرحاً وافياً لمجموعة واسعة من الظواهر المرئية، بما في ذلك وفرة من العناصر الخفيفة والخلفية الإشعاعية للكون والبنية الضخمة للكون وقانون هابل.

ونظراً لكون المسافة بين المجرات تزداد يومياً، فبالتالي كانت المجرات في الماضي أقرب إلى بعضها البعض.

ومن الممكن استخدام القوانين الفيزيائية لحساب خصائص الكون كالكثافة ودرجة الحرارة في الماضي بالتفصيل.

وبالرغم من أنه يمكن لمسرعات الجسيمات الكبرى استنساخ تلك الظروف، لتأكيد وصقل تفاصيل نموذج الانفجار الكبير، إلا أن تلك المسرعات لم تتمكن حتى الآن إلا من البحث في الأنظمة عالية الطاقة.

وبالتالي، فإن حالة الكون في اللحظات الأولى للانفجار العظيم مبهمة وغير مفهومة، ولا تزال مجالاً للبحث.

كما لا تقدم نظرية الانفجار العظيم أي شرح للحالة الأولية للكون، بل تصف وتفسر التطور العام للكون منذ تلك اللحظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى