تقارير وتحليلات

غزة تدفن ضحايا الرصاص الإسرائيلي.. وتركيا “تلعن” تل أبيب وتدعو الدول الإسلامية لإعادة النظر في علاقتها بها

تجمَّع الفلسطينيون في غزة، اليوم الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018، لتشييع جنازات عشرات الضحايا الذين سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية في اليوم السابق، في الوقت الذي صعَّدت فيه تركيا من انتقادها لإسرائيل، ودعت الدول الإسلامية إلى إعادة النظر في العلاقة معها.

كان الاعتداء الذي وقع أمس الإثنين على الحدود، في الوقت الذي افتتحت فيه الولايات المتحدة سفارتها الجديدة في القدس أسوأ يوم من حيث عدد الضحايا في صفوف الفلسطينيين منذ حرب غزة في 2014.

ارتفاع عدد ضحايا المذبحة

وارتفع عدد الضحايا إلى 60 أثناء الليل، بعد وفاة رضيعة عمرها ثمانية أشهر، من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، في مخيم للمحتجين، يوم الإثنين، حسبما قالت عائلتها. وأصيب أكثر من 2700 فلسطيني، إما بالرصاص أو من جراء الغاز المسيل للدموع.

ووصف قادة فلسطينيون أحداثَ أمس بأنها مذبحة، كما أثار استخدام القوات الإسرائيلية الذخيرة الحية قلقاً وإدانات على مستوى العالم.

وقالت إسرائيل إنها تتصرف دفاعاً عن النفس وعن حدودها ومراكزها العمرانية. وأيّدت الولايات المتحدة -حليفها الرئيسي- موقفَها، وقالت الاثنتان إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تُحرِّض على العنف.

 

وثارت مخاوف من إراقة مزيد من الدماء، اليوم الثلاثاء، إذ بدأ الفلسطينيون ظهر اليوم الاحتجاجَ من جديد، في ذكرى النكبة، التي توافق قيام إسرائيل، وهو اليوم الذي ترك فيه آلاف الفلسطينيين بيوتهم أو أُخرجوا من ديارهم، في أعمال عنف بلغت ذروتها في الحرب بين إسرائيل وجيرانها العرب في 1948.

وقد أحيت حملةُ الاحتجاج الحدودية التي بدأت قبل ستة أسابيع وأُطلق عليها اسم “مسيرة العودة الكبرى” المطالبَ بعودة اللاجئين إلى أراضيهم السابقة في إسرائيل.

ويقول مسؤولون طبّيون فلسطينيون، إن 104 من سكان غزة قُتلوا منذ بدء الاحتجاجات، في 30 مارس/آذار. ولم ترد أنباء عن إصابات بين الإسرائيليين.

القوات الإسرائيلية تنتشر على امتداد الحدود

وانتشرت القوات الإسرائيلية على امتداد الحدود اليوم الثلاثاء، وساد هدوء نسبي المنطقة في ساعات النهار الأولى؛ إذ شاركت أعداد كبيرة من السكان في الجنازات. وبدأ المحتجون التوجه إلى الحدود في وقت لاحق.

وفي مستشفى غزة، حيث جرى إعداد جثمان الرضيعة ليلى الغندور، البالغة من العمر ثمانية أشهر للدفن، قالت جَدتها إن الرضيعة كانت في أحد مخيمات الاحتجاج، التي أقيمت على مسافة بضع مئات من الأمتار من الحدود.

 

وقالت هيام عمر: “كنا في مخيم شرقي غزة، عندما أطلق الإسرائيليون الغاز المسيل للدموع بكثافة”.

وأضافت: “فجأة صرخ ابني أن لولو كانت تبكي وتصرخ. أخذتها بعيداً. وعندما رجعنا للبيت توقّفت عن البكاء واعتقدت أنها نامت. وأخذتها لمستشفى الأطفال وقال لي الدكتور إنها استشهدت”.

ومما زاد من الحماس للمشاركة في احتجاجات أمس، مراسم نقل السفارة الأميركية الجديدة إلى القدس من تل أبيب، تنفيذاً لوعد قطعه الرئيس دونالد ترمب، الذي اعترف في ديسمبر/كانون الأول، بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمةً لدولتهم، التي يأملون إقامتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وتعتبر إسرائيل القدس كلَّها بما فيها القدس الشرقية، التي استولت عليها في حرب 1967 وضمَّتها إليها، في خطوة لا تلقى الاعترافَ الدولي “عاصمةً أبدية موحدة” لها.

وتقول أغلب الدول، إنه يجب حسم وضع القدس من خلال تسوية سلام نهائية، وترفض نقل سفاراتها إليها الآن.

تركيا تصعِّد من لهجتها

يأتي ذلك فيما صعَّدت أنقرة من لهجتها ضد تل أبيب؛ إذ “لعن” رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إسرائيل، وأدان الولايات المتحدة الأميركية، على خلفية المجزرة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة.

وقال يلدريم في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، اليوم الثلاثاء، “نلعن وندين بشدة إسرائيل، التي تمطر الفلسطينيين الأبرياء والمظلومين المتظاهرين سلمياً بالرصاص، كما ندين الإدارة الأميركية التي تصبُّ الوقود على أجواء السلام”.

وأضاف يلدريم، أنه يتوجَّب على الدول الإسلامية أن تعيد النظر في علاقاتها مع إسرائيل، مشيراً أن العالم الاسلامي مُلزمٌ بإظهار الإنسانية والوحدة والتضامن ضد هذا الظلم (ممارسات إسرائيل في غزة)، وعدم التزام الصمت حياله.

وشدَّد رئيس الوزراء على أن تركيا لم ولن تلتزم الصمت تجاه هذا الظلم بحق الشعب الفلسطيني.

ورداً على خطوة نقل السفارة الأميركية للقدس، والمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل على حدود قطاع غزة، أعلنت تركيا الحدادَ الوطني لمدة 3 أيام، واستدعت سفيريها لدى واشنطن وتل أبيب للت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى