تقارير وتحليلات

فصائل عراقية مسلحة تعلن اتفاقها على وقف الهجمات ضد القوات الأمريكية

أعلنت مجموعة من الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، الأحد 11 أكتوبر الأول 2020، اتفاقها على تعليق هجماتها الصاروخية على القوات الأمريكية، وذلك شريطة أن تقدم الحكومة العراقية جدولاً زمنياً لانسحاب القوات الأمريكية.

المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقي، محمد محيي، قال في تصريح خاص لرويترز إن المجموعة التي تضم جميع فصائل ما وصفه بـ”المقاومة المناهضة للولايات المتحدة” قد اتفقت فيما بينها على وقف الهجمات التي تستهدف السفارات والمعسكرات والقوات الأمريكية.

مهلة أمام الحكومة: المتحدث أكد خلال تصريحه أن الفصائل العراقية “ستستخدم كل الأسلحة المتاحة لها” إذا بقيت القوات الأمريكية لأجل غير مسمى، معتبراً أن هذه التهدئة جاءت لإتاحة الوقت أمام الحكومة العراقية لطرح جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية.

وعن تبرير الخطوة التي اعتزمت الفصائل المسلحة اتخاذها، أشار المتحدث إلى أن التهديدات الأمريكية بإغلاق سفارتها بشكل كامل في العراق جعلت الأمور “معقدة جداً”، واستدعت تهدئة التوترات.

التهديد بإغلاق السفارة: في 28 سبتمبر، أبلغت الولايات المتحدة الحكومةَ العراقية وشركاءها الدبلوماسيين بأنها تخطط لإغلاق كامل لسفارتها في بغداد، ما لم يكبح العراق الهجمات على الأفراد المرتبطين بالوجود الأمريكي هناك، وهي خطوة قال مسؤولون عراقيون إنها تسببت في صدمة لهم، نقلاً عما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية.

المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أحمد ملا طلال، قال إنه يأمل في أن تعيد إدارة ترامب النظر في هذا القرار، مشيراً إلى أن هناك جماعات خارجة عن القانون تحاول زعزعة هذه العلاقة، وإغلاق السفارة سيبعث برسالة سلبية [تشجعهم].

هجمات على السفارة الأمريكية: فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن هجمات كهذه “تشكل خطراً ليس فقط على الولايات المتحدة، بل وعلى حكومة العراق والبعثات الدبلوماسية المجاورة وسكان المنطقة الدولية بحدودها السابقة [المنطقة الخضراء] والمناطق المحيطة بها”.

وكانت مجموعات مسلحة مدعومة من إيران قد كثّفت هجماتها بعد إقدام الإدارة الأمريكية على اغتيال القائد العسكري الإيراني البارز، قاسم سليماني، في يناير/كانون الثاني الماضي، لتشنّ تلك المجموعات حملة من الهجمات الصاروخية والقنابل محدودة المدى على السفارة الأمريكية والقواعد العسكرية العراقية التي تستضيف قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وأسفرت هجمات صاروخية، منسوبة إلى الميليشيات، عن مقتل عسكريين أمريكيين وبريطاني وعدد من أفراد قوات الأمن العراقية هذا العام. وفي الأشهر الأخيرة، استهدفت هجمات بالقنابل قوافل مرتبطة بقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة. وكان السائقون العراقيون هم الهدف الرئيسي لهذه الهجمات، الأمر الذي زرع الخوف في صفوفهم. كما زُرعت عبوة ناسفة قرب قافلة سيارات دبلوماسية تابعة للسفارة البريطانية في بغداد الشهر الجاري، وهو ما حمل إشارة إلى مرحلة جديدة محتملة من تصعيد حملة الميليشيات.

تحديات العراق: من الجدير بالذكر أنه بعد 17 عاماً من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، نمت السفارة الأمريكية في بغداد لتصبح إحدى أكبر البؤر الدبلوماسية الأمريكية. ولم يتضح بعد ما إذا كان قرار الانسحاب قد يتم التراجع عنه إذا أثبتت حكومة الكاظمي قدرتها على توفير حماية أفضل للدبلوماسيين والعسكريين الغربيين.

مع ذلك، فإن التحديات التي يواجهها رئيس الوزراء شديدة الوطأة، إذ يقول مسؤولون عراقيون إنه لا يحظى بدعم كبير، وفي الوقت الذي حاول فيه الكاظمي قمع الميليشيات من خلال استهداف مصادر تمويلها وإعادة هيكلة جهاز الأمن العراقي، ردَّت الميليشيات بتكثيف هجماتها على البعثات الدبلوماسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى