عالمنا الآن

فيسبوك تحذف صفحات تابعة لحركة يمينية بريطانية متطرفة تسب المسلمين

 

أكدت إدارة موقع فيسبوك أنها حذفت عدة صفحات تابعة لحركة “بريطانيا أولاً”، وهي مجموعة يمينية متطرفة أُدين قادتها أخيراً بعدة جرائم كراهية ضد المسلمين، والتي كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد نشر أحد فيديوهاتها ضد الإسلام على “تويتر” عام 2017 في سابقة لم يقم بها أي رئيس أمريكي قبله.

هذا، مع العلم أن صفحات Britain First حظيت بمتابعة أكثر من مليوني مشترك من كل العالم.

وأفردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية خبر إغلاق هذه الصفحات، ناقلةً عن فيسبوك قولها إن القائمين على صفحات Britain First ؛ وهما بول غولدنغ وجيدا فرانسين، قد خرقا قواعد النشر بمنشورات التخويف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، والكراهية للمسلمين، وصلت لحد تشبيه المهاجرين منهم بالحيوانات.
وذكر التقرير أن القائمين على هذه الصفحات ومديريها، المعروفين بـ”الآدمن”، فشلوا في الامتثال لتحذيرات وجَّهها لهم موقع التواصل الاجتماعي الشهير؛ لذا فقد كان لا بد من إغلاقها.

وجاء في بيان قرار فيسبوك: “نحن لا نقوم بهذا بسهولة، ولكنهم استمروا في تقديم محتوى يروج للكراهية ضد الأقليات، مما جعلهم لا يتوافقون مع شروط الخدمات التي نقدمها”.

وشدد بيان فيسبوك على أنه يحرص على أن يكون مساحة مفتوحة لكل الأفكار ووجهات النظر والخطابات السياسية، ولكن في الوقت نفسه يجب على هذه الأفكار ألا “تقلل من شأن الآخر على أساس هويتهم مهما كانت”.

وعرّف تقرير “نيويورك تايمز” “بريطانيا أولاً” بأنها مجموعة وطنية مسيحية، أعضاؤها يتجاوزون 1000 عضو، استخدمت “تكتيكات نارية”، مثل مهاجمة المسلمين في الشوارع ودخول المساجد، لتنشر أفكارها التي تدّعي أن الإسلام يدّمر بريطانيا.

في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2017، حصلت المجموعة على دفعة “غير متوقعة” من الرئيس الأميركي ترامب، الذي شارك 3 من إصداراتها المصورة بطريقة الفيديو، مع الملايين من متابعيه على “تويتر”، من حساب نائبة قائد الحركة المتطرفة، السيدة فرانسين.

أحد الفيديوهات حمل عنوان “مهاجر مسلم يضرب هولنديّاً حتى أفقده القدرة على الحركة” ولكنه أظهر معتدياً لم يكن في الواقع مهاجراً مسلماً. أما الفيديوهان الآخران، فكان عنوان أحدهما “المسلمون يدمرون تمثالاً للعذراء”، و”عصابة إسلامية تدفع بطفل من فوق سطح أحد المنازل وتضربه حتى الموت” دون إثبات!

وختم تقرير “نيويورك تايمز” بأنه قبل ترامب، لم يسبق لأي رئيس أميركي ترويج أي محتوى “مؤجِّج للمشاعر مثل ما فعله ترامب مستعيناً بمنظمة متطرفة”.

هذا، علماً أن قائدَي المجموعة -كما أسلفنا- أُدينا مطلع شهر مارس من عام 2018، بتهم التحريض على الأقليات بدافع ديني؛ مما أدى إلى عدة حوادث مضايقات مرتبطة بذلك؛ إذ حُكم على غولدنغ بالسجن مدة 18 أسبوعاً، في حين أن نائبته ستسجن 36 أسبوعاً.

وأظهرت فيديوهاتٌ، النائبةَ وهي تقرع أبواباً لبيوتِ أناس ظنت أنهم مسلمون وهم ليسوا كذلك، بحجة أنهم يخبِّئون مسلمين متهمين في قضية اغتصاب، وأهانت سكان المنزل وتحدَّتهم ليخرجوا لملاقاتها.

السكوت عن صفحات “بريطانيا أولاً”، عرّض عدة وسائل للتواصل الاجتماعي للانتقاد، وعلى رأسها فيسبوك؛ بسبب دورها في نشر الكراهية ونظريات المؤامرة في الفضاء الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى