تقارير وتحليلات

كيف ستبدو المطارات خلال 10 أعوام؟

لا شك في أن التقنيات المتطورة ساعدت على تعزيز تجربة المسافرين في المطارات حول العالم خلال العقد الماضي، من استخدام القياسات الحيوية لتعزيز الحماية أو من خلال تطبيقات شركات الطيران التي تخبرك في حال تأخير رحلتك إلى شبكات Wi-Fi المجانية ومنافذ شحن هواتف وأجهزة لوحية لكل المسافرين. لكن كيف من المتوقع أن يستمر التطور خلال السنوات العشر المقبلة؟

المستقبل قريب جداً

تقول شيري شتاين، رئيسة القسم التقني بشركة SITA التي تقدم خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجال النقل الجوي لموقع شبكة CNN الأمريكية: «سوف تلعب التقنيات المتطورة دوراً أكبر بكثير في المطارات عمّا كانت عليه في الماضي وسوف تكون المحرك الأساسي لكل جانب في الرحلة لتيسير تجربة السفر الجوي».

وتتفق معها نينا بروكس، مديرة الأمن والتسهيلات وتكنولوجيا معلومات المطارات في مجلس المطارات الدولي، وتضيف أن الابتكارات التقنية اليوم تمثّل أهمية كبيرة في كيفية عمل المطارات، لأنه من المتوقع زيادة عدد الركاب في العالم إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2040.

وفقاً لمجلس المطارات الدولي، شهد عام 2018 حوالي 8.8 مليار مسافر، وفي 2040، من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 19.7 مليار مسافر.

تقول نينا بروكس: «المطارات هي مؤسسات تشارك فيها العديد من الجهات المختلفة، مثل إدارة المطار وموظفي الخطوط الجوية، وأفراد الأمن وهيئة الطيران المدني ومقدمي الخدمات الأخرى. والاعتماد على تقنيات جديدة يساعد دائماً في الحفاظ على عمل تلك الجهات أكثر كفاءة واستدامة».

وفيما يلي لمحة عمّا قد يتوقعه المسافرون من تقنيات حديثة خلال العقد الحالي، حتى 2030:

1- القياسات الحيوية.. إجراءات سفر سريعة

  • الهوية البيولوجية: وفقاً لنينا بروكس، تختبر بضع مئات المطارات في جميع أنحاء العالم حالياً تقنية «تحديد الهوية البيولوجية»، للمصادقة على هوية المسافر من خلال البصمات أو سمات الوجه وتسريع مرور المسافرين في بعض مراحل الرحلة مثل المرور الأمني أو الصعود على الطائرة.
  • كما أن استخدام القياسات الحيوية سوف يزداد بشكل كبير مع مرور الوقت. وتضيف: «يتعاون عدد أكبر من المطارات وخطوط الطيران لتجربة التقنية للمرة الأولى أو يتوسعون في استخدام التقنية التي يستخدمونها بالفعل».
  • جوازات السفر والبصمات: بدأ مطار شانغي سنغافورة مؤخراً، على سبيل المثال، استخدام تجريبي للتقنية في صالة 4، وذلك بالسماح للمواطنين السنغافوريين بالسير عبر بوابة الوصول بدون إظهار جوازات السفر أو مسح بصمة الإبهام. بل يسجلون وصولهم من خلال تقنيات تتعرف على هويتهم من خلال مسح قزحية العين أو سمات الوجه.
  • وتأمل هيئة الهجرة ونقاط التفتيش السنغافورية في تطبيق تلك التقنية على جميع المسافرين بحلول عام 2022، وفقاً للمتحدث باسم هيئة الهجرة ونقاط التفتيش. ومن جهة خطوط الطيران، بدأت الخطوط الجوية البريطانية استخدام القياسات الحيوية لتسجيل صعود الركاب إلى الطائرة على كل الرحلات المحلية من صالة 5 بمطار هيثرو.
  • الصعود للطائرة: بالنسبة للرحلات الجوية، يقول راؤول كوبر، مدير التصميم الرقمي بالخطوط الجوية البريطانية، إن بوابات الخدمة الذاتية لصعود الطائرة تعمل الآن، وتسمح للركاب بمسح بطاقات صعود الطائرة بأنفسهم. ويضيف: «وتمثّل هذه الخطوة الأولى نحو استخدام القياسات الحيوية لصعود الطائرة في الرحلات الدولية من بريطانيا».
  • التفتيش الأمني: تركز الخطوط الجوية الأمريكية أيضاً على القياسات الحيوية بشكل كبير هذا العقد، وفقاً للمتحدث الرسمي روس فاينشتاين. ويقول: «نختبر بالفعل استخدام القياسات الحيوية لتسجيل الصعود إلى الطائرات في بعض المطارات للرحلات الدولية». ويتوقع فاينشتاين أن يستمر التوسع في استخدام القياسات الحيوية خلال العقد الحالي، ليشمل عملية التسجيل والتدقيق الأولية، ونقاط التفتيش الأمني والصعود إلى الطائرة.
  • وتطبق هيئة ميناء نيويورك ونيوجيرسي، التي تضم مطار نيوآرك ليبرتي الدولي ومطار لاغوارديا ومطار جون إف كينيدي الدولي، نفس الفكرة.
  • تسوق معفى من الجمارك: يقول مدير الطيران هانتلي لورانس: «نعمل حالياً على إنشاء مناطق في المطارات الثلاثة لتطبيق المزيد من استخدامات القياسات الحيوية التي يمكن للمسافرين استخدامها في كل مرحلة من رحلتهم. وفي نهاية هذا العقد، من المتوقع أن نقدم تلك التقنية في كل مكان».
  • ويتوقع هنري هارتيفيلدت، المحلل في مجال السفر ومؤسس مجموعة Atmosphere Research Group، أن تصبح القياسات الحيوية أكثر انتشاراً، وأن يتمكن الركاب من استخدامها للتسوق المُعفى من الجمارك في منطقة السوق الحرّة. ويقول: «سوف تنتشر التقنية في جميع أرجاء المطارات».

2- الذكاء الصناعي

  • فحص الأمتعة: الذكاء الصناعي نادر الاستخدام حالياً في المطارات مقارنة بالقياسات الحيوية، إلا أن ذلك سوف يتغير قريباً. تقول بروكس: «أصبحت المطارات أكثر ازدحاماً، لذا سوف تتعاون المطارات وشركات الخطوط الجوية والمؤسسات الأمنية لزيادة اعتمادهم على الذكاء الصناعي للحفاظ على الأمن وكفاءة العمليات».
  • تستثمر هيئة ميناء نيويورك ونيوجيرسي حالياً في تطوير معدات فحص الأمتعة باستخدام الذكاء الصناعي. ويقول المدير التنفيذي للهيئة، ريك كوتون، إن هذه المعدات قادرة على تحديد أي حقائب مثيرة للقلق، وتسليمها بسرعة إلى إدارة الأمن لفحصها مرة أخرى ثم إعادتها إلى الطائرة أو الراكب.
  • ويقول: «إنها تقنية رصد على أعلى مستوى سوف تجعل عملية الفحص الأمني أسرع. من المتوقع تجربة تلك المعدات لأول مرة في مطار لاغوارديا منتصف هذا العام وفي المطارات الأخرى التابعة للهيئة بحلول عام 2025.
  • روبوتات في خدمة المسافرين: تستخدم الخطوط الجوية البريطانية الذكاء الصناعي في تجربة روبوتات آلية ذاتية التوجيه بداية هذا العام في الصالة 5 بمطار هيثرو. وبإمكان تلك الروبوتات، من تصنيع شركة BotsAndUs التقنية، التعامل مع الركاب بالعديد من اللغات ولديها القدرة للإجابة عن آلاف الأسئلة المتعلقة بمعلومات عن مواعيد الرحلات. وبفضل تقنية تحديد الموقع الجغرافي، يمكنها أيضاً التنقل في أرجاء الصالة بين المسافرين إلى مناطق مثل مكتب المساعدة الخاصة.
  • يقول ريكاردو فيدال، رئيس قسم الابتكار بالخطوط الجوية البريطانية، إن الروبوتات ستجعل موظفي الخطوط الجوية متفرغين للتعامل مع المشكلات الأكثر إلحاحاً.
  • بالتأكيد سيلحظ المسافرون الروبوتات، ولكن شيري شتاين تقول الذكاء الصناعي سوف يستخدم أيضاً في المطارات هذا العقد بطرق لا يمكن ملاحظتها.
  • وقالت: «سوف تتحول شركات الخطوط الجوية والمطارات إلى استخدام الذكاء الصناعي من أجل زيادة كفاءة عملياتها. على سبيل المثال، سوف تكون المصاعد مجهزة بأجهزة استشعار تُصدر إنذاراً صوتياً إذا توقفت عن العمل ولا يُسمع صوت الإنذار إلا في مركز عمليات المطار».
  • التعامل مع البيانات: تعمل شركة الخطوط الجوية Delta Air Lines في الوقت الحالي على تطوير جهاز يستخدم الذكاء الصناعي لتحليل ملايين نقاط البيانات التشغيلية من مواقع الطائرات إلى حالة المطار. ويستخدم الجهاز، الذي سيبدأ استخدامه التجريبي الربيع المقبل، تلك النقاط للحصول على نتائج افتراضية تمنح العاملين المعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ القرارات عند وجود أي اضطرابات في الرحلات الجوية.
  • إذا كان هناك عاصفة ثلجية شديدة أو انقطاع بالطاقة الكهربائية، على سبيل المثال، سوف يتمكن العاملون من تحديد، بناء على البيانات التي يقدمها لهم الجهاز، أفضل طريقة لإعادة حجز الرحلات للمسافرين والمسارات الأفضل لهم.

3- تطبيقات أفضل

  • كل ما يحتاجه المسافر: تطبيقات المطارات والخطوط الجوية حديثة نوعاً ما، ولكن في الفترة من 2020 إلى 2030، وفقاً لشيري شتاين ونينا بروكس، سوف تصبح أكثر تطوراً.
  • تقول بروكس: «تتضمن تلك التطبيقات ما يخص المسافرين والتطبيقات الخاصة بكل الجهات المعنية بإدارة المطارات من طاقم الحماية إلى موظفي شركات الطيران».
  • على سبيل المثال، سوف تقدم تطبيقات المسافرين المزيد من المعلومات عن حالة الطقس، ومعلومات البوابات والصالات، والمراقبة الجوية، ومواقف السيارات وأوقات الانتظار الحالية للتفتيش. حتى إن بعض التطبيقات سيكون مزوداً بأنظمة معلومات جغرافية تقدم للمسافرين خرائط توجيهية لما يبحثون عنه، سواء كان أقرب مقهى أو أقرب بوابة مغادرة.
  • تخطط هيئة ميناء نيويورك ونيوجيرسي لتطوير تطبيقها الخاص بالركاب على مدار السنوات القليلة المقبلة. يقول ريك كوتون، المدير التنفيذي: «سوف يتمكن المسافرون من رؤية أوقات الانتظار في كل نقطة تفتيش وأوقات انتظار سيارات الأجرة. وسوف يتمكنون أيضاً من طلب الطعام من خلال التطبيق واستلامه عند البوابة».
  • الوصول للوجهات: على الصعيد العالمي، يعقد مجلس السياحة في سنغافورة شراكة مع هيئة الهجرة ونقاط التفتيش لتقديم «بطاقة الوصول السنغافورية» من خلال تطبيق Visit Singapore (تطبيق يساعد زوار سنغافورة على الوصول لوجهاتهم المطلوبة).
  • منذ 17 يناير، أصبح بإمكان الزوّار إرسال بطاقات النزول/الصعود إلكترونياً من خلال التطبيق قبل ما يصل إلى 14 يوماً من وصولهم إلى سنغافورة.
  • المرشد الرقمي: ومن ناحية شركات الخطوط الجوية، تسعى شركة Delta لجعل تطبيقها «مرشداً رقمياً».
  • تقول المتحدثة باسم الشركة، كي مودولو: «هدفنا جعل التطبيق يدير كل جوانب الرحلة. نريد أن يكون المسافر قادراً على استخدام التطبيق لطلب خدمة Lyft لنقل الركاب (هناك شراكة بين Delta وخدمة Lyft لنقل الركاب)، واستخدام نظام الأميال للدفع مقابل الرحلة، وحجز غرفة الفندق ليكون مفتاح الغرفة في انتظار وصوله».
  • الخدمة الذاتية: وتريد الخطوط الجوية الأمريكية أيضاً، وفقاً للمتحدث الرسمي روس فاينشتاين، تعزيز وظائف وخصائص تطبيقها لتركز بشكل أكبر على «الخدمة الذاتية». ويقول فاينشتاين: «بنهاية عام 2019، بدأنا استخدام تطبيق AA لتنبيه المسافرين في حال بيع عدد تذاكر أكثر من سعة الطائرة ومنحهم خيار التطوع لتغيير رحلتهم مقابل قسيمة سفر. ونريد أن يزيد اعتمادهم على التطبيق لإعادة حجز رحلاتهم والتعامل من خلاله مع أي احتياجات أخرى للمسافرين».

4- عمليات المطار والخطوط الجوية

من الناحية التشغيلية، سوف تؤتي مجموعة من الابتكارات التقنية بثمارها في المطارات خلال السنوات العشر المقبلة.

  • كاميرات عالية الوضوح: هناك الكثير يحدث خلف الكواليس. في هيئة ميناء نيويورك ونيوجيرسي، على سبيل المثال، يقول كوتون إن نظام كاميرات المراقبة الأمنية الموجود حالياً في الصالات سوف يُستبدل بكاميرات عالية الوضوح. وإن مطار لاغوارديا بالكامل والصالة 1 بمطار نيوآرك ستصبح مجهزة بتلك الكاميرات عالية الوضوح بحلول عام 2022، وستكون في مطار جون إف كينيدي الدولي بحلول عام 2025.
  • هبوط الطائرات: وتستثمر الهيئة أيضاً أكثر من 25 مليون دولار في تحسين نظام هبوط الطائرات (نظام التعزيز الأرضي) بمطارات لاغوارديا وجون إف كينيدي. وهذا النظام يرشد الطائرات إلى المدرج في ظروف الطقس السيئة باستخدام تقنية تُظهر للطائرات العديد من المسارات المتاحة للهبوط بدلاً من التقيّد بمسار واحد.
  • المواقع الموازي: تلك الترقيات قد يكون لها تأثير كبير على تجربة المسافرين، ناهيك عن استخدام شركة Delta تقنية «الواقع الموازي».
  • بالاعتماد جزئياً على البكسل متعددة الأوجه، تعمل التقنية على تخصيص المحتوى الذي يراه المسافرون على شاشات المطارات بخصوص رحلاتهم، وسوف تختبر شركة الخطوط الجوية تلك التقنية على 100 مسافر في وقت لاحق من هذا العام في مطار ديترويت ميتروبوليتان. وتقول كيت مودولو: «تخيل اثنين من المسافرين ينظران إلى نفس شاشة المطار في نفس الوقت ويرى كل منهما رسائل مختلفة بلغته المفضلة. هذا هو الواقع الموازي».
  • قد تختلف تلك الرسائل المخصصة ولكنها تتضمن على الأغلب أي تحديثات في مواعيد الرحلة ومواعيد صعود الطائرة، وموقع أقرب نادي Delta Sky Club وحتى تحديث حالة المسافر. (سوف يكون استخدام التقنية اختيارياً للركاب عند حجز الرحلة).
  • تقول شيري شتاين ونينا بروكس إن معدات الخدمات الأرضية سوف تشهد المزيد والمزيد من التطوير والأتمتة في المطارات، بما في ذلك مواقف الطائرات وجسور الإركاب وشاحنات تحميل ونقل الأمتعة.
  • طائرات آلية: بدأ مطار هيثرو بالفعل استخدام مواقف الطائرات الآلية، وأصبح مطار وينيبيغ جيمس أرمسترونغ ريتشاردسون الدولي، في مانيبوتا، كندا، يستخدم اول جرافة ثلج آلية في أمريكا الشمالية العام الماضي.
  • تقول بروكس: «كلما زادت المعدات الآلية، قل عدد الموظفين الذين يتعامل معهم المسافرون. بعض المسافرين قد يفتقدون اللمسة البشرية، ولكن المزايا التي سوف توفرها لهم كل تلك التقنيات الحديثة خلال سفرهم تستحق القليل من التضحية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى