تقارير وتحليلات

لماذا لم يكن هناك أي تقدم في المحادثات النووية مع كوريا الشمالية؟

تساءلت صحيفة “ذا إيكونوميست” البريطانية، في تقريراًَ لها عن لماذا لم يكن هناك أي تقدم في المحادثات النووية مع كوريا الشمالية؟”، مشيرة إلي ادعاء الرئيس الأمريكي عقب محادثاته مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج اون في سنغافورة، أن لم يعد يوجد تهديد نووي من بيونج يانج.

وادعي ترامب أن كيم وافق خلال الاجتماع على التخلي عن برنامجه النووي مقابل ضمانات أمنية أمريكية وفي نهاية المطاف تخفيف العقوبات، ولكن بعد مرور خمسة أشهر عاد التهديد النووي وأصبح حياً وفي موضع قوة من جديد،.

وتشير تقارير الاستخبارات إلى أن كيم يوسع برنامجه، وفي 16 نوفمبر أعلنت كوريا الشمالية أن الجيش اختبرت بنجاح “سلاح تكتيكي عصري”، وكان ذلك أول إشارة عامة لاختبار أسلحة منذ نوفمبر عام 2017.

وتوضح الصحيفة أن ما تعهد به كيم فعله فعلا، فالنص الذي وقع عليه في يونيو، يتفق البلدين علي اقامة علاقات جديدة بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية و بناء نظام سلام دائم ومستقر، في حين أن تلتزم بالعمل من أجل نزع السلاح النووي الكامل من شبه الجزيرة الكورية، وقد أصرت أمريكا منذ ذلك الحين على أن أي تنازلات تقدمها ، يجب أن تسبقها تحركات كورية واضحة نحو نزع الأسلحة النووية ، مثل تسليم قائمة كاملة بالمرافق النووية والسماح بعمليات تفتيش للمواقع التي يزعم أنها تم تفكيكها.

ولكن بصرف النظر عن تجميد التجارب النووية التي سبقت قمة سنغافورة بالفعل ، فإن كوريا الشمالية لم تقدم سوى إشارات رمزية ، مثل تفجير موقع اختبار لم تعد بحاجة إليه، وقبل اتخاذ خطوات أكثر واقعية ، فإنه يطالب أمريكا بالمثل ، على سبيل المثال من خلال رفع بعض العقوبات، ولم تنجح محادثات المتابعة في سد الفجوة، وفي وقت سابق من هذا الشهر تم إلغاء اجتماع بين مايك بومبيو ، وزير خارجية أمريكا ، وكيم يونج تشول ، كبير مفاوضي كوريا الشمالية ، في الشمال في اللحظة الأخيرة.

وتتوقع الصحيفة أن كيم ربما يكون مستعد للتخلي عن أسلحته النووية ، وقد يرغب ببساطة في المزيد من الضمانات الملموسة قبل أن يبدأ العملية، ويستخدم الجولة الحالية من المفاوضات في محاولة لانتزاع تنازلات من الولايات المتحدة.
فبعد كل شيء ، لدى كوريا الشمالية تاريخ في جعل الدول الأخرى تدفع ثمن الوعود التي تنادي بها، وشجعت ترامب بشدة على الصفقة التي تم التوصل إليها في سنغافورة ، والتي لا تحتوي على تفاصيل حول كيفية تحقيق نزع السلاح النووي ، وشجعت علي مثل هذا السلوك حيث يستغل كيم غموض وعوده بوقف العملية ، في حين يتهم أمريكا بسوء نية.

وأضافت الصحيفة أن الوقت الراهن لا يمكن التوصل إلى اتفاق جدي لتحديد الأسلحة ما لم يسلم كيم قائمة بمرافقه النووية ، لكن ليس هناك ما يشير إلى أنه سيفعل ذلك. وبالفعل ، عمدت وسائل الإعلام الحكومية في الشمال مؤخراً إلى زيادة حدة خطابها مرة أخرى ، مهددة بالعودة إلى التجارب النووية ما لم تقدم أمريكا التنازلات التي يدعي كيم أنها وعدت بها.

رداً على ذلك ، تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة العقوبات والضغط على النظام، وفي نفس الوقت أعلن نائب الرئيس ، مايك بنس ، عن اجتماع ثاني بين ترامب وكيم دون ان تضطر كوريا الشمالية الكشف عن قائمة مواقعها النووية، ما يكفل استمرار المحادثات ويشبه الأمر بعملية حظر لإعادة التصعيد ولكن من غير المرجح أن تضع حدا لبرنامج كوريا الشمالية النووي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى