تقارير وتحليلات

متي سيعزل ترامب بعد بيع مانافورت له لتخفيف عقوبته مقابل كشف أسرار التواطؤ مع روسيا؟

تتصاعد حدة التوقعات حول اجراءات عزل دونالد ترمب في واشنطن، بعد أن قرر بول مانافورت، مدير الحملة السابقة للرئيس الأميركي، أن يتعاون مع المحققين. وسيطر الحوار حول تزايد المخاطر، التي قد تواجه ترمب بعد مثول بول مانافورت أمام المحكمة، على المشهد السياسي الأمريكي.

ولا تتوقف مخاوف ترمب عند العزل، فهو مهدد بالملاحقة القضائية في حالة تنحيه عن منصبه. وكان محاميه السابق مايكل كوهين قد شهد تحت القسم إن الرئيس كان شريكاً متآمراً في الانتهاكات التي شهدتها الحملة الرئاسية، ما يفتح الباب لمحاكمته بعد عزله، لأن الاتهامات والاعترافات الاستثنائية لكوهين لن تسفر عن أية اتهامات جنائية ضد ترمب وهو في السلطة.

ما الذي سيكشف عنه بول مانافورت أمام المحققين، ذلك هو السؤال

ونقل برنامج مع الصحافة بقناة  “NBC ” عن آدم شيف، العضو الديمقراطي بلجنة الاستخبارات بالبرلمان، قوله » بول مانافورت يجمع بين عدد من المصالح الخبيثة. ابن الرئيس حاول أن يحصل على معلومات من الروس في برج ترمب. والرئيس نفسه طلب من الروس معلومات تسيء إلى هيلاري كلينتون في بيان عام»، طبقا لما ورد في تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية. «حاول مانافورت الحصول على أموال من الروس… وأراد الروس إقامة علاقة مع حملة ترمب ومساعدته على الفوز بالانتخابات. وتلتقي كل تلك المصالح مع بول مانافورت؛ ولذلك نود أن نعرف في الأساس ما يستطيع مانافورت أن يبلغنا به بشأن ما إذا كان ذلك قد تحقق».

آدم شيف في برنامج مع الصحافة بقناة NBC

وأضاف شيف أنه «يحاول الحصول على المال، وهم يحاولون الحصول على معلومات مسيئة، ويحاول الروس مساعدة ترمب. فهل كان هناك توارد خواطر بينهم؟ يعد بول مانافورت شخصية رئيسية تساعدنا على التوصل إلى ما إذا كانت هذه الأحداث سلسلة من المصادفات غير المحتملة أم أنها مؤامرة فعلية».

كان بول مانافورت أقر بإدانته بتهمتين جنائيتين صباح الجمعة حسب تقرير لوكالة afp وأبرم صفقةً لتخفيف العقوبة، حيث وافق على مساعدة المحقق الخاص روبرت مولر في تحقيقه بشأن التدخل الروسي في انتخابات عام 2016. وحددت الصفقة كيف ينبغي أن يسلم مانافورت الوثائق ويُطلع المسؤولين على «مشاركته ومعلوماته عن كافة الأنشطة الجنائية المتعلقة بالحملة».

وفوز الديمقراطيين في الانتخابات لا تنهي الإسراع نحو عزل دونالد ترمب

توشك انتخابات التجديد النصفي على الانعقاد بعد نحو 50 يوماً ويسعى الجمهوريون إلى الاحتفاظ بأغلبيتهم في البرلمان، عارفين أنه في حال سيطر الديمقراطيون على البرلمان سيصبح الباب مفتوحاً أمام اتخاذ إجراءات عزل دونالد ترمب.

وتأثر أداء الجمهوريين بالضجة التي تثيرها تحقيقات مولر. وأصبح فوز حزبهم بالأغلبية غير مرشح لتغيير كبير في سياساتهم أو في الأزمة التي يعيشها ترمب.

وفي حال فوز الحزب الديموقرطي بالأغلبية يمكنه المضي قدما في الإجراءات ضد ترمب، ليس من أجل عزله بل للحيلولة ذون إعادة انتخابه عام 2020.

والرئيس لجأ إلى تويتر لينفي مزاعم التواطؤ مع روسيا

قضى ترمب معظم عطلة نهاية الأسبوع بالبيت الأبيض في إرسال تغريدات حول رد الفعل الفيدرالي في أعقاب اكتساح إعصار فلورنس لولاية كارولاينا.

 

ومع ذلك، عاد ليدافع عن نفسه وكتب تغريدة صباح الأحد نصها «تتواصل تحقيقات مولر غير القانونية بحثاً عن أي جريمة. لم يحدث أي تواطؤ مع روسيا، باستثناء تواطؤ حملة كلينتون. ومن ثم، يبحث الديمقراطيون الغاضبون البالغ عددهم 17 عضواً عن أي شيء يمكنهم العثور عليه. أمر غير منصف للغاية للبلاد، كما أنه غير مسموح به بموجب القانون».

وتحدث كين ستار Ken Starr، المحقق الخاص الذي لم تُفلح تحقيقاته حول قضية مونيكا لوينسكي منذ 20 عاماً في عزل بيل كلينتون، إلى برنامج State of the Union على قناة CNN «البيت الأبيض ومحامو ترمب يستعينون بأسلوب كلينتون ويهاجمون النائب العام».

كين ستار على شاشة قناة سي إن إن

وقال إن الأهمية الفعلية لخطوة بول مانافورت تمثلت في «إننا نوشك للغاية على الوصول إلى الحقيقة بصورة أكبر مما كنا عليه قبل هذه الصفقة» واعتبره «رائعاً للتحقيق ولصالح الشعب الأميركي».

والخبراء يرون أن إجراء العزل بالغة الصعوبة وتتطلب الإجماع الوطني

وذكر ستار، الذي نشر مؤخراً كتاباً حول تحقيقات كلينتون، أنه من الحماقة أن يعفو ترمب عن مانافورت. وفي سؤال حول ما إذا كان ينبغي اتخاذ إجراءات عزل دونالد ترمب ، قال «لا أتمنى ذلك، لأن أحد الدروس المستفادة من الكتاب تتمثل في أن العزل بالغ الصعوبة. وينبغي ألا تمر البلاد بهذا»، حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

«كان الجيل المؤسس يعلم تماماً أنه عمل خطير يتطلب الحصول على أغلبية الثلثين بمجلس الشيوخ. وما لم يكن هناك إجماع وطني على سلامة إجراءات العزل، سوف يخفق الأمر وذلك سبيل خاطئ».

وأوضح استطلاع الرأي الذي أجرته قناة CNN في الأسبوع الماضي أن ثمانية من بين كل عشرة ناخبين ديمقراطيين يؤمنون بضرورة عزل ترمب على الفور؛ ويتفق المزيد من الناخبين مع مولر بصورة أكبر من اتفاقهم مع ترمب فيما يتعلق بالتعامل مع التحقيقات المتعلقة بروسيا.

استمر مولر في التحقيقات على مدار 16 شهراً للتحري بشأن تدخل روسيا في حملة 2016 الانتخابية وارتباطها بأعضاء من فريق ترمب واعتراض الرئيس المحتمل لسير العدالة.

وأبلغ دوج جونز، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ألاباما، قناة CNN «هناك أشخاص مقربون من رئيس الولايات المتحدة اقترفوا جرائم، وذلك في حد ذاته يمثل مشكلة. ومع ذلك، فهي ليست جناية تستوجب العزل».

وحذر جونز، الذي يسعى للحصول على مقعد في دولة ترمب العميقة، من ضرورة انتظار الانتهاء من تحقيقات مولر قبل إصدار أي حكم بشأن الاستمرار في إجراءات العزل.

وقال «لا يعني تقديم بعض المحيطين بالرئيس إلى المحاكمة أن يتم اتخاذ إجراءات العزل بأي حال من الأحوال. وبمجرد أن نحصل على التقارير، سوف ندرسها ملياً».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى