تقارير وتحليلات

مجلة: إيران تدرس اغتيال سفيرة أمريكا في جنوب إفريقيا عبر شبكة عملاء

كشفت مجلة Politico الأمريكية في تقرير لها، أمس الأحد 13 سبتمبر 2020، إن هناك تقارير استخباراتية أمريكية تتحدث عن أن الحكومة الإيرانية تدرس مخططاً للإقدام على اغتيال السفيرة الأمريكية في جنوب إفريقيا، لانا ماركس، وذلك وفقاً لمسؤول حكومي أمريكي مطلع على القضية ومسؤول آخر اطلع على المعلومات الاستخباراتية.

تأتي أنباء المخطط في الوقت الذي تحاول فيه إيران البحث عن طرق للرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، في وقت سابق من هذا العام، حسبما قال المسؤولون.

مخطط إيراني ضد أمريكا: غير أن تنفيذ هذا المخطط -وفقاً للمجلة الأمريكية- قد يؤدي إلى تصعيد التوترات المتفاقمة بالفعل بين الولايات المتحدة وإيران بدرجة أكبر، ومن ثم التسبب في ضغط هائل على ترامب للرد، ربما في منتصف موسم انتخابات محتدمة.

من جانبها، قالت المصادر إن المسؤولين الأمريكيين كانوا على علم بوجود تهديد عام ضد السفيرة، لانا ماركس، ومع ذلك فإن المعلومات الاستخباراتية بشأن التهديد المحيط بالسفيرة ازدادت جدية ودقة خلال الأسابيع الأخيرة. وقال المسؤول الحكومي الأمريكي إن السفارة الإيرانية في بريتوريا متورّطة في مخطط الاستهداف.

ومع ذلك، فإن مهاجمة السفيرة لانا ماركس ليست إلا أحد الخيارات العديدة التي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن النظام الإيراني يبحثها من أجل الانتقام، رداً على اغتيال قاسم سليماني بقصف من طائرة مسيّرة أمريكية في يناير/كانون الثاني 2020 . وهي الضربة التي قال عنها وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة استهدفت بها إعادة إرساء الردع ضد إيران.

استهداف سفيرة أمريكية: من جهة أخرى، يتطلب بروتوكول مجتمع الاستخبارات المعروف باسم “واجب التحذير” (Duty to Warn) من وكالات الاستخبارات الأمريكية إخطارَ الضحية المحتملة، إذا أشارت معلومات استخباراتية إلى أن حياته قد تكون في خطر، وفي حالة المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، فإن التهديدات الموثوقة يجري تضمينها في الإحاطات والخطط الأمنية ذات الصلة. وقال المسؤول الحكومي الأمريكي إن ماركس على علم بالتهديد.

يُذكر أن المعلومات الاستخباراتية ذات الصلة أُدرجت أيضاً في تقرير CIA World Intelligence Review، المعروف باسم WIRe، وهو تقرير سري يُتاح الوصول إليه لكبار مسؤولي السياسة والأمن في الحكومة الأمريكية، وكذلك لبعض النواب الأمريكيين ومساعديهم.

كانت لانا ماركس، البالغة من العمر 66 عاماً، أقسمت اليمين سفيرةً للولايات المتحدة في جنوب إفريقيا في أكتوبر/تشرين الأول 2019. وهي على صلة بترامب منذ أكثر من عقدين وكانت عضواً في نادي “مارالاغو” المملوك له في فلوريدا، وقد وُلدت في جنوب إفريقيا وتتحدث بعض اللغات الرئيسة في البلاد، مثل الأفريكانية ولغة قبائل “الكوسا” المنتشرة هناك.

على الجانب الآخر، فإن مجتمع الاستخبارات ليس متأكداً بالضبط من السبب الذي قد يدفع الإيرانيين لاستهداف ماركس، التي ليس لديها إلا صلات قليلة -إن وجدت- معروفة بإيران. غير أن المسؤول الحكومي الأمريكي قال إنه من المحتمل أن الإيرانيين قد أخذوا صداقتها الطويلة مع ترامب في اعتبارات تأثير الضربة المحتملة.

شبكة سرية إيرانية: كما أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن الحكومة الإيرانية تدير أيضاً شبكات سرية تابعة لها في جنوب إفريقيا، وأنه لطالما كان لها موطئ قدم هناك منذ عقود. ففي عام 2015، كشفت كل من قناة Al Jazeera القطرية وصحيفة The Guardian البريطانية، نقلاً عن وثائق استخباراتية مسربة، معلوماتٍ تتناول بالتفصيل شبكة سرية واسعة النطاق من عملاء إيرانيين ينشطون في جنوب إفريقيا.

علاوةً على أن لانا ماركس قد يكون استهدافها أسهل من استهداف دبلوماسيين أمريكيين في أجزاء أخرى من العالم، مثل أوروبا الغربية، حيث تتمتع الولايات المتحدة هناك بعلاقات أقوى مع أجهزة إنفاذ القانون ووكالات الاستخبارات المحلية.

من الجدير بالذكر أن لقادة إيران تاريخاً طويلاً فيما يتعلق بعمليات الاغتيال خارج حدود البلاد، إلا أنه في العقود الأخيرة تجنبت إيران في العموم استهداف دبلوماسيين أمريكيين على نحو مباشر، وإن استمرت الميليشيات المدعومة من إيران لزمن طويل في استهداف المنشآت الدبلوماسية الأمريكية وأفراد متعاونين مع الولايات المتحدة في العراق.

مقتل قاسم سليماني: كذلك قال التقرير إنه بعد أيام من مقتل سليماني أطلقت إيران زخة صواريخ باليستية على قاعدة عسكرية كانت تؤوي قوات أمريكية في العراق، ما تسبب في إصابات دماغية بين عشرات من الجنود الأمريكيين. رفض ترامب الرد حينها، وقال: “يبدو أن إيران قررت التهدئة، وهذا أمر جيد لجميع الأطراف المعنية وشيء جيد للغاية للعالم أجمع”، غير أنه أعلن عن فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني وحذره من الإقدام على مزيد من التحركات الانتقامية.

ومع ذلك فإن بعض المحللين قالوا آنذاك إن من المرجح أن تسعى إيران للبحث عن طرق أخرى للانتقام لمقتل سليماني. وفي هذا السياق، كان الجنرال الأمريكي، كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، على رأس المطلوبين لإيران في وقت سابق من هذا العام، وفقاً لتقارير إعلامية. وقال ماكنزي في أغسطس 2020 إنه توقع رداً جديداً من إيران على استمرار الوجود الأمريكي في العراق.

كذلك وفي تصريحاته قال ماكنزي: “لا أعرف ما طبيعة هذا الرد، لكن الولايات المتحدة ستكون مستعدة له بالتأكيد، إذا حدث”. كما أكد ماكنزي يوم الأربعاء 9 سبتمبر 2020، الخطط المعلنة لخفض وجود القوات الأمريكية في العراق من 5200 إلى 3000 جندي بحلول نهاية سبتمبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى