ثقافة وفنون

مدينة أثرية تركية عمرها أكثر من 2500 سنة للبيع مقابل 7 ملايين يورو!.. تعرف على قصتها

إذا كنتَ تملك 7 ملايين يورو، يُمكنك شراء مدينة أثرية قديمة في تركيا، يعود تاريخها إلى 2500 سنة في ولاية موغلا (جنوب غربي تركيا) قرب بحر إيجه.

فبينما يتجول رواد منتجع بودروم الشهير بحثاً عن قطعة أرض، قد يجدون عرضاً خاصاً لأرض مميزة وتاريخية، إذ عرضت وكالة عقارية محلية الإعلان التالي على موقع sahibinden لبيع وشراء العقارات بتركيا بصيغة: مدينة قديمة يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد. تقع بالقرب من خليج Güllük على الساحل الشمالي لشبه جزيرة Bodrum.

وقد روّجت الوكالة لبيع مدينة بارغيليا اليونانية القديمة، بإعلان لا يختلف عن تلك الخاصة بالبيوت الصيفية العادية أو الفنادق. يقول الإعلان: “موقع أثري من الدرجة الأولى، يواجه البحيرة بالقرب من قرية بوغازجي، مع إطلالة كاملة على البحر والبحيرة”.

وتعرَّضت مدينة بارغيليا الأثرية إلى النهب من قِبَل الباحثين عن الكنوز الذين قاموا بسرقة تراثها وأفلتوا من العقاب. وتعاني هذه المدينة من مثل هذه الممارسات لأنها تقع على أراضي ملكيةٍ خاصةٍ، لكن لكونها ذات قيمة تاريخية وأثرية كبيرة لا يسمح بالبناء عليها، لذلك تم عرضها للبيع على موقع، حسب صحيفة Hürriyet التركية.

قصة أسطورية لمدينة أثرية

ويقال أن بطل الأساطير اليونانية بيليروفون أسَّس المدينة تكريماً لرفيقه بارجيلوس، الذي قتل برمية من الحصان المجنح بيغاسوس، قرب برغيليا، حسب الأساطير اليونانية، ويسود الاعتقاد المحلي بأن المطر يسقط حول المعبد القديم بالمدينة، لكن لا يلمسه أبداً.

وتتمتع تركيا بتراث تاريخي وثقافي غنيّ، لأن شبه جزيرة الأناضول قد كانت موطناً للعديد من الحضارات منذ فجر الإنسانية. وعلى وجه الخصوص، يقدر أنه يوجد في منطقة موغلا التركية حوالي 192 موقعاً أثرياً وتاريخياً، لكن، تخضع 12% منها فقط إلى حماية رسمية، حسب الصحيفة الإسبانية.

ماذا يمكنك أن تفعل بالأرض إذا اشتريتها؟

بما أنه لا يُسمح بالبناء في المواقع الأثرية من الدرجة الأولى، فإن إعلان الوكالة يؤكد أنه لم يتم إجراء أي حفر على الموقع حتى الآن. لذا، وفقاً للإعلان، فإن المالكين الجدد سيكونون أحراراً في الاستمتاع بمسرح محتمل يوجد تحت الأرض، وهي منطقة يُعتقد أنها تابعة لمعبد المدينة، وبقايا حمام روماني ومقبرة من العصر البيزنطي، وبمبلغ زهيد بقيمة حوالي 35 مليون ليرة تركية، أي حوالي تسعة آلاف دولار.

وفي تصريح للصحافة، أكد أحد مالكي هذه الأراضي، حسين أوسبينار، البالغ من العمر 87 سنة، أنه وبقية الجهات المالكة لهذه الآثار “حاولوا بيع هذه الأراضي منذ سنوات، لأن الوضع أصبح غير قابل للتحمل، في ظلّ تعدي مهربي الآثار على هذه المدينة”. في المقابل، جعل قرار بيع هذه الأراضي حسين في مواجهة مع بعض المالكين الآخرين لهذه الأراضي، الذين رفضوا تفويضه أمر هذا العقار.

أين تقع المدينة الأثرية المعروضة للبيع؟

وتقع المدينة على بعد 30 كيلومتراً من منتجع بودروم السياحي، على الساحل الجنوبي لبحر إيجه. كما تتمركز المدينة الأثرية في منتصف الطريق الرابط بين المدينتين الأثريتين إياسوس وميندوس. وتحافظ المدينة على جدرانها الأثرية، فضلاً عن مسرح، ومعبد، وحصن. ويضاف إلى ذلك الحمامات الرومانية، ومقبرة، وكنيسة من العهد البيزنطي. وعلى الرغم من أنها تزخر بالآثار، فإن المدينة الأثرية ما زالت غير محمية من قبل السلطات التركية، نظراً لأن هذه الأطلال تمتد على أراضٍ تقع ضمن ملكية خاصة.

حفر لصوص الآثار، وأدوات رعاة الغنم في المدينة التاريخية

hurriyet

يبدو الوضع الراهن للبقايا الأثرية للمدينة القديمة مقلقاً، وأصبح من السهل العثور على ثقوب أو حفر نتيجة لعمليات التنقيب غير القانونية، وعلامات أخرى للصوص الكنوز، خلَّفت هذه الأعمال أضراراً جسيمة للآثار التاريخية لمدينة بارغيليا، التي لم تشهد أبداً عمليات تنقيب رسمية. وعلى هذا النحو، أصبحت المدينة الأثرية “مدينة بلا قانون” بالنسبة لتجار الآثار، حسب صحيفة Hispanatolia الإسبانية.

علاوة على ذلك، من السهل جداً العثور على حيوانات ترعى بين هذه الأنقاض، وأدوات رعاة الأغنام التي تزين الأعمدة والآثار القديمة. وفي هذا الصدد، أكد أحد رعاة الأغنام الذي يرعى مواشيه على امتداد أكثر من 130 هكتاراً من الأرض، حيث تقع أطلال المدينة التي أصبحت ملكية خاصة منذ سنة 1927، أنه “يستمع إلى ضجيج متصيدي الكنوز خلال الليل، لكن الرعاة يخشون التدخل، ولا يمكنهم فعل أي شيء”.

طلبت عدة جهات من وزارة الثقافة والسياحة التركية شراء هذه المدينة الأثرية، أو منحهم أراضي أخرى ذات قيمة مماثلة عوضاً عنها. وتجدر الإشارة إلى أنه قبل سنوات، حاول أصحاب هذه الأراضي بيعها بقيمة 25 مليون ليرة تركية، دون نتيجة تذكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى