الشأن الأجنبي

نيويورك تلجأ للمتعافين من كورونا.. ستبدأ أول اختبار للاستفادة من دمهم في معالجة الفيروس

قالت شبكة NBC الأمريكية إن مسؤولو الصحة في نيويورك يخططون لبدء جمع البلازما من الأشخاص المتعافين وحقن السائل الغني بالأجسام المضادة في المرضى الذين ما زالوا يحاربون الفيروس، أملاً في كبح الخسائر الناجمة عن التفشي المتزايد لفيروس كورونا في الولاية.

حاكم نيويورك أندرو كومو أعلن هذه المخططات خلال مؤتمرٍ صحفي . ويعود العلاج، الذي يُعرف باسم بلازما النقاهة، إلى قرونٍ مضت، وقد استُخدم خلال وباء الإنفلونزا عام 1918، في عصر ما قبل اللقاحات الحديثة والأدوية المضادة للفيروسات.

علاج بدائي لكن قد يكون الأفضل 

قال بعض الخبراء إن هذا العلاج، برغم كونه بدائياً إلى حد ما، ربما يكون أفضل آمالنا في مكافحة فيروس كورونا ريثما يمكن تطوير علاجات أكثر تطوراً، الأمر الذي قد يستغرق عدة أشهر.

قال كومو: “كانت هناك اختبارات تُظهر ما يحدث عندما يُحقن شخص بالأجسام المضادة التي تنشط وتعزز جهاز المناعة ضد هذا المرض”، وأضاف: “إنها مجرد تجربة. إنها تجربة للأشخاص الذين هم في حالة حرجة، لكن إدارة الصحة في ولاية نيويورك تعمل على ذلك بالتعاون مع بعض أفضل هيئات الرعاية الصحية في نيويورك، ونعتقد أنه مبشر بالنجاح، وسنبدأ هذا الأسبوع”.

ارتفاع الإصابات بنيويورك 

في الأيام الأخيرة، شهدت نيويورك ارتفاعاً هائلاً في حالات الإصابة بفيروس كورونا مع ما يقرب من 20 ألف حالة مؤكدة وأكثر من 150 حالة وفاة حتى بعد ظهر يوم الإثنين، 23 مارس 2020، وهو عدد أكبر من أي ولاية أخرى.

قال مسؤولو الصحة في الولاية إنهم يتوقعون الحصول على الموافقة من إدارة الغذاء والدواء لبدء تجربة البلازما خلال الأيام المقبلة. وفي حديثه لشبكة NBC التلفزيونية، أكد متحدث باسم إدارة الغذاء والدواء أن الوكالة “تعمل على وجه السرعة لتسهيل تطوير وتوافر” بلازما النقاهة. وفي مؤتمر صحفي عُقد الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، أشار مدير إدارة الغذاء والدواء ستيفن هان إلى هذا العلاج كخيار واعد لمكافحة المرض في المستقبل القريب.

قال خبير الأمراض المعدية في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة، الدكتور أرتورو كاساديفال، الذي دعا إلى استخدام بلازما النقاهة على نطاقٍ واسع: “هذا خبر رائع”. وقال: “عندما بدأنا الحديث عن ذلك قبل بضعة أسابيع، كان الأمر مجرد فكرة، والآن يبدو أنها ستصبح حقيقة”.

تعود هذه الطريقة -والتي تعتمد على استغلال الأجسام المضادة المكافِحة للفيروس من دم المرضى الذين سبق إصابتهم- إلى أكثر من قرن من الزمان، لكنها لم تُستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة منذ عقود. ارتبط حقن بلازما النقاهة بأعراضٍ خفيفة وإقامات أقصر في المستشفى لبعض المرضى خلال تفشي السارس في عام 2002، وتشير التقارير الأولية الواردة من الصين إلى أن بلازما النقاهة قد تكون فعالة أيضاً في تخفيف آثار كوفيد-19، المرض الذي يسببه فيروس كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى