الشأن العربي

هل تهديد ترامب بقطع المساعدات عن فلسطين أخطر من اعترافه بالقدس؟

هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بوقف المساعدات للسلطة الفلسطينية، متهمًا إياها بعدم إظهار الاحترام للولايات المتحدة برفض التفاوض على اتفاق سلام مع إسرائيل، بعد اعتراف إدارته بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وكان ترامب أطلق سلسلة من التغريدات الغاضبة التي حذر فيها زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بإن لديه زر نووي اكبر وأقوي وفعال، ثم تحول نركيزه علي الشرق الأوسط.
وقال ترامب ” ليس فقط باكستان التي ندفع لها مليارات الدولارات من أجل لا شيء ولكن أيضا العديد من البلدان الأخري وغيرها، وعلي سبيل المثال ندفع للفلسطينيين مئات الملاييت من الدولارات سنويا ولم نحظي بإي تقدير او احترام ولا يريدون التفاوض علي معاهدة سلام طال انتظارها مع إسرائيل”.

وأضاف ترامب: لقد اتخذا قرار القدس وهو اصعب جزء في المفاوضات وسيتعين علي إسرائيل ان تقدم المزيد من التنازلات ولكن الفلسطينيين لم يعودوا علي استعداد للحديث للسلام و طالما أن الفلسطينيين ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا أن نسدد لهم أيا من هذه المدفوعات المستقبلية الضخمة؟

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، أن التدخل الاخير لترامب في الشرق الأوسط باعترافه القدس عاصمة لإسرائيل كان أكثر القرارات الفوضوية حتي الون ويعد خرقا للتوافق الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ولكن تهديدة الأخيرة بخفض المساعدات للفلسطينيين أكثر خطورة ويدل علي عدم فهم الآلية الدقيقة التي تساعد علي الحفاظ علي عملية السلام النسبي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب يري أن المساعدات الأمريكية الأجنبية استغلال للولايات المتحدة، ويعتقد ان استراتيجيات التفاوض التقليدية التي استخدمتها الإدارات الأمريكية السابقة في عملية السلام في الشرق الأوسط كانت خطأ ويتطلب استخدام أدوات جديدة.

وأشارت الصحيفة إلي ان ترامب ومستشاريه يرون التحرك الأخير في مجلس الأمن الدولي بالجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة قراره لإعلان القدس عاصمة إسرائيل يمثل تصعيدا ويدعو للرد.

و جاءت تغريدة ترامب بشأن المساعدات للفلسطينيين بعد أن كشفت نيكي هيلي، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة عن خطط أمريكية لوقف تمويل وكالة الاونروا، وبذلك قد تجاوبت هذه الاستجابة مع بعض نقاط الضغط الأكثر حساسية في المجتمع الفلسطيني وعملية السلام بشكل عام.

ولفتت الصحيفة إلي أن الأونروا تدير المخيمات الفلسطينية التي بها أفقر الفلسطينيين والأكثر حرمانا، وتوجد هذه المخيمات في مناطق مثل رام الله ونابلس وجنين في الضفة الغربية، والفصائل الفلسطينية في غزة، ومن هذه المخيمات ظهرت الانتفاضة الأول يوالثانية وولدت كل من حركة فتح وحماس من هذه المخيمات وهي أماكن تفتخر بقدرتها علي الصمود وتمثل ضمير الحركة الوطنية الفلسطينية.

وأضافت الصحيفة إن الفصائل الفلسطينية في هذه المخيمات تحتفظ بالأسلحة منذ الانتفاضة الثانية وتقع هذه المخيمات تحت سيطرة قوات الأمن الفلسطينية للرئيس محمود عباس الذي يتلقي المساعدات لدفع الرواتب ولدعم المنظمات غير الحكومية العاملة في المجالات الاجتماعية الرئيسية وفي حال انهيار الحكومة الفلسطينية قد تكون احدي النتائج عودة المسؤولية لإسرائيل لإدراة الخدمات في الأراضي المحتلة وسكيون ذلك أمر بعيد المنال.

ورآت الصحيفة أن قرارات ترامب وتصريحات هيلي اثببت انهم لا يفهمون الوضع الفلسطيني ولا يهتمون به، فترامب يتعامل مع عملية السلام فى الشرق الاوسط مثل صفقة ممتلكات مانهاتن، ويجب أن يعي جيدا ان مفاوضات السلام ليست صفقات ملكية، لأنه بذلك يدفع عباس والقيادة الفلسطينية إلي عدم وجود شيء يخسروه.

وقال مسؤول فلسطيني للجارديان “ان الأمر انتهي، فهو يحاول ابتزاز الفلسطينيين واللقاء اللوم عليهم بعدم وجود عملية سلام”، والخطأ الذي وقع فيه اعتباره القضية الفلسطينية احدي الصفقات له وعلي دراية بها ولكن الفلسطينيين ليسوا ضعفاء ليستولوا عليهم وهو تجاهل تماما مسألة الكرامة التي تجعل الفلسطينيين يموتون من أجل الدفاع عنها”.

وأضافت الصحيفة إن ترامب لا يقدم أي أمل لعملية السلام، ويقوم بتدمير عملية السلام بشكل نهائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى