حوارات

ولي العهد السعودي: الخيار واضح أمام إيران.. هل تريد أن تكون دولة لها دور بنّاء أم دولة مارقة؟

قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” نشرت الأحد، إن الاعتداءات الأخيرة في الخليج تظهر نهج النظام الإيراني ونواياه التي تستهدف أمن المنطقة، مؤكدا أن الرياض لا تريد حربا، لكنها لن تتردد في التعامل مع أي تهديد.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان :”المملكة لا تريد حرباً في المنطقة، لكننا لن نتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبنا وسيادتنا ومصالحنا الحيوية. إن أولويتنا هي مصالحنا الوطنية، وتحقيق تطلعات شعبنا من خلال أهداف “رؤية المملكة 2030″ الاقتصادية والاجتماعية، والتنمية والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. وهذا يتطلب بيئة مستقرة ومحفزة داخل المملكة وفي المنطقة”.

وضرب ولي العهد السعودي مثلا بالحرص السعودي على تأمين إمدادات النفط في المنطقة وقال :”رأى العالم كيف تعاملنا مع الناقلة الإيرانية في البحر الأحمر وفق ما تمليه علينا أخلاقياتنا ومبادئنا والمواثيق والأعراف الدولية”، في إشارة إلى إن إنقاذ البحرية السعودية ناقلة نفط إيرانية واجهت مشكلة في محركها قبالة ساحل مدينة جدة السعودية في مايو الماضي.

أعمال التخريب الإيرانية

وأضاف ولي العهد السعودي :”بالمقابل نجد النظام الإيراني ووكلاءه الذين قاموا بأعمال تخريبية لأربع ناقلات بالقرب من ميناء الفجيرة، منها ناقلتان سعوديتان، مما يؤكد النهج الذي يتبعه هذا النظام في المنطقة والعالم أجمع. والدلائل على ذلك كثيرة وواسعة ومتكررة على مدى سنوات طويلة”.

وتابع :”لا ننسى أن هذا النظام أعلن للملأ منذ عام 1979 أن أولويته وهدفه الرئيسي تصدير الثورة، ويسعى لذلك على حساب تطلعات شعبه، وعلى حساب شعوب المنطقة. هذا المحرك يفسّر تصرفات النظام الإيراني، فتصدير الثورة ومبدأ ولاية الفقيه يتطلبان زعزعة استقرار الدول والمنطقة، وإثارة الطائفية ونشر التطرف، وتسخير مقدرات الشعب الإيراني لتمويل الميليشيات الإرهابية وتسليحها”.

وأردف الأمير محمد بن سلمان :”ورغم ذلك كانت يد المملكة دائما ممدودة للسلام مع إيران، وذلك لتجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الحروب والدمار، حتى إن المملكة أيدت الاتفاق النووي مع إيران لأن المملكة على مر التاريخ لم تدخر جهدا لحل أي أزمة واجهتها عبر السبل الدبلوماسية والسلمية”.

وقال :”كنا نأمل في أن النظام الإيراني سيستغل هذه المبادرة لتغيير تصرفاته تجاه دول المنطقة، وأن تكون خطوة أولى نحو عودة إيران إلى المجتمع الدولي كدولة طبيعية. لكن للأسف ما حدث أن إيران استغلت العائد الاقتصادي من الاتفاق في دعم أعمالها العدائية في المنطقة، واستمرت في انتهاك القرارات الدولية (..)”.

وأضاف:” وصل التهور بإيران إلى مستويات غير مسبوقة، فبعد الاتفاق النووي زادت ميزانية “الحرس الثوري”، ورفعت من وتيرة دعمها للميليشيات الطائفية في المنطقة، بل وفي العالم أجمع. وجميعنا رأى الأعمال الإرهابية والعدائية الإيرانية التي أحبطت في أوروبا مؤخرا”.

وأكد ولي العهد السعودي أن الرياض أيدت إعادة “فرض العقوبات الأميركية على إيران، وذلك إيمانا منا بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفا حازما تجاه إيران، وفي الوقت نفسه اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من قدرة النظام على نشر الفوضى والدمار في العالم أجمع”.

الحاجة لموقف حازم

وتابع :”وما شهدناه من أحداث أخيرة في المنطقة، بما فيها استهداف المضخات التابعة لشركة “أرامكو” من قبل ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران، يؤكد أهمية مطالبنا للمجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم أمام نظام توسعي يدعم الإرهاب وينشر القتل والدمار على مر العقود الماضية، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع”.

وأضاف :”الخيار واضح أمام إيران. هل تريد أن تكون دولة طبيعية لها دور بنّاء في المجتمع الدولي، أم تريد أن تبقى دولة مارقة؟ نحن نأمل في أن يختار النظام الإيراني أن يكون دولة طبيعية وأن يتوقف عن نهجه العدائي”.

وتابع :”النظام الإيراني لم يحترم وجود رئيس الوزراء الياباني ضيفاً في طهران، وقام أثناء وجوده بالرد عملياً على جهوده، وذلك بالهجوم على ناقلتين إحداهما عائدة لليابان، كما قام عبر ميليشياته بالهجوم الآثم على مطار أبها، ما يدل بشكل واضح على نهج النظام الإيراني ونياته التي تستهدف أمن المنطقة واستقرارها، فإيران هي الطرف الذي يصعّد دائماً في المنطقة، ويقوم بالهجمات الإرهابية والاعتداءات الآثمة بشكل مباشر أو عبر الميليشيات التابعة. المشكلة في طهران وليست في أي مكان آخر”.

إيران عطلت الحل باليمن

وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، أكد الأمير محمد بن سلمان أن إيران “قامت من خلال الميليشيات التابعة لها بتعطيل المسار السياسي في اليمن، والبدء باحتلال المدن اليمنية والاستيلاء على مقدرات الدولة اليمنية، وقد أعطت المملكة كل الفرص لمعالجة الوضع بشكل سلمي”.

وتابع:” إيران كانت تراهن على سياسة فرض أمر واقع عبر السلاح في الدول العربية، وللأسف لم يتصد المجتمع الدولي آنذاك لنهج إيران التوسعي والطائفي، ولذلك استمرت عبر ميليشياتها في محاولة بسط سيطرتها على اليمن. لكن الشعب اليمني وقف هو وقيادته موقفاً تاريخياً أمام هذا التدخل الإيراني، ولم نتأخر مع أشقائنا دول التحالف في المسارعة إلى الاستجابة للحكومة الشرعية لحماية اليمن وشعبه، وحماية أمننا الوطني، فلا يمكن أن نقبل في المملكة بوجود ميليشيات خارج مؤسسات الدولة على حدودنا”.

وأكد أن علميات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بدأت “بعد أن استنفد المجتمع الدولي كل الحلول السياسية بين الأطراف اليمنية والميليشيات الحوثية. ولابد من التذكير هنا بأن المملكة هي رائدة الحل السياسي، وهي التي قدمت المبادرة الخليجية وعملت على تحقيق انتقال سياسي سلمي في اليمن في عام 2011، ودعمت الحوار الوطني، وقدمت أكثر من 7 مليارات دولار دعماً اقتصادياً وتنموياً لليمن بين أعوام 2012 و2014”.

إيران والإخوان

ولفت إلى أن الاضطرابات تعترض طريق حلم تحويل منطقة الشرق الأوسط لأوروبا جديدة، مؤكدا أن “مصدر الاضطرابات السياسية معروف وهو التنظيمات الإرهابية مثل “داعش”، و”القاعدة”، و”الإخوان المسلمين”، وسياسات النظام الإيراني الراعي الأول للإرهاب والتطرف”.

وأكد ولي العهد السعودي أن بلاده ماضية بشكل حازم في التصدي لكل أشكال التطرف والطائفية والسياسات الداعمة لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى