الشأن العربيتقارير وتحليلات

محمد بن سلمان .. الأمير الثوري مهندس قاطرة تغيير السعودية

كتب دينيس رويز، المستشار الأمريكي في معهد واشنطن لسياسية الشرق الأدني، مقالاً في لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن زيارته الأخيرة إلي المملكة العربية السعودية وما لمسه من تغيير جذري في السعودية بفضل ولي العهد الثوري الأمير محمد بن سلمان.

قوة دافعة للتغيير

وقال رويز “أن الأمير محمد البالغ من العمر 32 عاماأصبح القوة الدافعة لتغيير المملكة، وإن جهوده لتحويل المجتمع السعودي تصل إلى ثورة من أعلى، ويبدو أن الكثيرين يصورنه بصورة شاه إيران، الذي كان يعتقد أنه سيغير بلاده دون تحديث جذوره الاجتماعية والدينية، والبعض ووصفه بإنه مثل مصطفي كمال أتاتورك مؤسس تركية ولكن هناك فارق مهم وهو ان ولي العهد ينوي استعادة الاسلام كما قال وليس ادخال العلمانية على البلاد”.

استعادة الاسلام المتسامح

واوضح رويز أن الأمير محمد يحاول استعادة الإسلام إلي طبيعته الحقيقية وإبعاده عن أولئك الذين يسعون إلي نشر إيمان غير متسامح يخلق مبررا للعنف، وجزء من التحدي الذي يواجهه التفسير الوهابي لإسلام، الذي يقود المؤسسة الدينية في المملكة منذ أواخر العشرينات وسمحت العائلة المالكة لرجال الدين بإدارة النظام التعليمي وفرض الأعراف الاجتماعية الصارمة داخل المملكة.

وأشار رويز إلي أنه من المفارقات التي لمسها، وهي أنه لم يرى أي من المشككين بالرؤية داخل المملكة بل سمع أصواتهم من الخارج فقط، حيث زار رويز كلية ريادة الأعمال ومؤسسة مسك وأجهزة الاستخبارات ووزارة الخارجية ومركز اعتدال وأثار إعجابه الإشراك الكبير للمرأة في كل القطاعات والدور المهم للشباب ما دون سن ال30 والحوار الحي المفتوح بين الفئات الشابة في السعودية وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم بكل أريحية والأهم من ذلك الحماسة والطاقة الكبيرة الذي يحملها هؤلاء الشباب المصرين على التغيير وتطبيق رؤية ولي العهد التي أصبحت قضيتهم.

رؤية الأمير مستمدة مصداقيتها من الدخل

وأضاف رويز أن حملة التغيير في المملكة أكثر مصداقية لأنها نابعة من داخل السعودية وليس ردا علي ضغوطات خارجية، والرؤية السعودية للتغيير بمثابة ترجمة لأفكار وطموحات الشباب السعودي والجيل الحالي المستعد للتغيير حيث قابل رويز في احد المراكز الاعلامية في السعودية شبان تحدثوا إليه بكل صراحة عن طموحاتهم وأملهم بالتغيير.

الخيار الأفضل

ولفت رويز إلي ان ما يحدث في السعودية يعد الخيار الأفضل على الاطلاق في ظل الاضطرابات والصراعات التي تستهلك المنطقة ويتوقع أن يكون التحول الحالي للمملكة العربية السعودية نقطة تحول هامة للعالم العربي وليس لمنطقة الخليج فقط حيث تعد رؤية ولي العهد النموذج الأول الناجح للتنمية في البلاد العربية منذ صيحات القومية والعلمانية أو الاسلامية التي كان يطلقها زعماء كجمال عبد الناصر وصدام حسين من جهة أو الاخوان المسلمين وتفرعاتهم من جهة أخرى.

فوائد االنجاح السعودي

ويرى رويز أن النجاح السعودي نجاح لأهم حلفاء الولايات المتحدة وتعزيز للأمن والاستقرار حيث يربط البلدان روابط تاريخية كثيرة كما ستكون زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الشهر القادم فرصة لتعزيز العلاقات ومن المتوقع أن توافق واشنطن على زيادة أعداد طلبة الدراسات العليا السعوديين في أميركا على الرغم من أن ادخال المزيد من الأجانب يتعارض مع سياسات ادارة ترامب.

قناة سياسية مشتركة

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، ينبغي علي إدارة ترامب تجنب المفاجأت وأن تفعل المزيد من التنسيق في النهج، وينبغي للرئيس ترامب أن يقترح قناة سياسية رفيعة المستوي للتفكير معا في آثار القرارات الحساسة قبل اتخاذها، ولو ان إدارة ترامب ذهبت إلي السعوديين قبل سهرين من إعلانها القدس عاصمة لإسرائيل، ربما كان إعلان قرارها سيكون بطريقة أقل إخلالا بجهود السلام، وبالمثل في اليمن وقطر ولبنان لو كان السعوديوم ماقشوا خياراتهم مع الولايات المتحدة أولاً، ربما كان العمل أكثر فعالية لتحقيق أهداف مشتركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى