تقارير وتحليلات

التحرش الجنسي .. مسؤولية من الرجل ام المرأة؟

“رغم تعرضي للتحرش الجنسي .. إلا أنا المدانة دائماً من المجتمع”، هكذا دائماً تقول الفتيات هذه الجملة خوفاً من انتقاد المجتمع لهم واللقاء مسؤولية التحرش عليهن، حيث يرجع أسباب التحرش واللقاء اللوم عليهن لأنهم دائماً الجانب الضعيف في طرف قضية التحرش ودائماً ما نجد اللقاء اللوم على ملابس الفتاة وتبرير التحرش بها لاختيار ملابسها أو أنها تضع المكياج وتخرج به للملء، فتجبر الفتاة على الصمت خوفاً من الفضيحة واللقاء اللوم والمسؤولية عليها.

 

وتروي لنا السيدة “ف.س” عن تعرضها للتحرش منذ كانت طفلة عمرها 8 سنوات إلي ان أصبحت أم الآن في عامها الـ40 ومازالت تتعرض للتحرش، وتقول ” عندما كنت طفلة صغيرة وعمري أقل من 8 سنوات تعرضت للتحرش من قبل جاري الذي كنت أناديه باسم جدو وأحبه لأنه كان دائما يعطينا حلويات أو نقود نشتري بها حلويات، ولكنه اختارني انا من بين أطفال المنزل ليتحرش بي أكثر من مرة ولكني لم أكن أفهم حينها انه يتحرش بي ولكن كنت أشعر بإنه يفعل شيء خطأ وعندما بلغت أمي بما يقوم به معي لم تفعل شيء خوفاً من الفضيحة وقالت لي البنت سمعه وغير مسموح نتكلم  عن هذا مرة أخري وشددت بعدم الذهاب عنده مرة أخري حتي لو نادي كثيراً، ولكن لم يقف التحرش وتعرض له مرة أخري في مراحل حياتي في اعدادي وثانوي وبعد تخرجي من الجامعة وبالتأكيد تعلمت الدرس بإلا أشكي لأحد وأصمت لما اتعرض له من تحرش خوفاً من الفضيحة”.

 

وتري “ف.س” أن التحرش الجنسي سبب تشوه كبير للمجتمع في مفهومه واجباره لنا قبوله ونتعايش في صمت معه لسنوات إلا أن مؤخراً بدأ القانون يعاقب المتحرش ولكن من الصعب إثبات وقعت التحرش.

 

وكان المركز القومي للمرأة في مصر من أوائل المؤسسات التي ساندت الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي وكان من بينهم قضية اتهام أكثر من 100 فتاة لشاب بالاغتصاب والاعتداء الجنسي على قاصر والتحرش بأخريات، وكانت من استهلت الحملة  فتاة مصرية قامت بإنشاء حساب على انستجرام بعنوان “شرطة التعدي Assault Police”، تضمن شهادات وأدلة اتهام من الفتيات ضد الشاب، وبعد ذلك  تقدم المركز القومي للمرأة ببلاغ للنائب العام للتحقيق في الواقعة، مطالبا جميع الفتيات اللاتي وقعن ضحية للشاب بالتقدم ببلاغات رسمية.

 

د. جمال فرويز

 

ويوضح دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أنواع المتحرش لأنه يختلف طبقاً للسن الذي بدا فيه التحرش، فهناك المتحرش الذي بدأ من سن الشباب هو سيكوباتي اي شخصيه مضادة للمجتمع  به سلبيه ولا مبالاه ، ولا يهتم  بتوابع سلوكيات المنحرفة وليس له أي مشاعر أو احاسيس ويفقد المثل العليا والأخلاقيات ويكرر نفس الأخطاء.

ويشير إلي أن المتحرش الذي يبدأ في الأربعينات من العمر من الضروري عمل له رنين مغناطيسي علي المخ لأنه وارد يكون بسبب ورم في الصدغ الأمامي او الجانبي من المخ، بينما المتحرش الذي فوق السبعين فمن المحتمل يكون بسبب الزهايمر، ولايفرق مع المتحرش عمر الضحية ولا نوع ملابسها، فالنسبة له أي تاء مربوطة تثير مشاعره.

ويضيف دكتور جمال إلي مشاعر الفتاة التي تتعرض للتحرش، وهي بالطبع تشعر بالخوف وعدم الشعور بالأمان وتشعر بإنها سلعة ليس أكثر مما قد يصل بعضهن للأنطواء وأحياناً الأنتحار، ويوجه رسالة للأباء “ربوا أولادكم صح ولا تتركوهم للموبايل ولا أصدقاء السوء” لكي يكونوا أفراد صالحين يفتخر بهم المجتمع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى