الشأن العربيتقارير وتحليلات

إسرائيل تواصل ملاحقة مسؤول فتح بالقدس وتغلق المعابر التجارية مع غزة

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ملاحقتها للمسؤولين الفلسطينيين، في مدينة القدس المحتلة، على خلفية قيامهم بتقديم مساعدات للسكان هناك، لمواجهة خطر انتشار فيروس “كورونا”، في الوقت الذي نفذت فيه هجوما آخر في قطاع غزة، أسفر عن إصابة أحد الصيادين بجراح.

وللمرة الثانية خلال أسبوع، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل مسؤول حركة فتح في المدينة المقدسة، شادي مطور، في بلدة بيت حنينا.

وذكرت مصادر محلية أن عناصر من جهاز المخابرات الإسرائيلية اقتحموا منزل مطور للمرة الثانية خلال يومين، وفتشوه وتعمدوا العبث بمحتوياته.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت منزل مطور فجر الأحد الماضي، وسلمت عائلته استدعاء للحضور إلى مقر مخابراتها في القدس المحتلة.

وجاء ذلك خلال حملة قامت خلالها باعتقال محافظ المدينة عدنان غيث، الذي أطلقت سراحه بعد يوم من الاعتقال والاستجواب، لتضاف إلى 17 مرة سابقة تعرض فيها غيث للاعتقال، على غرار مسؤول حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، والذي اعتقل هو الآخر مرات عدة.

والجمعة الماضية، اعتقلت قوات الاحتلال وزير شؤون القدس، فادي الهدمي، وأخضعه الاحتلال للتحقيق لعدة ساعات قبل إطلاق سراحه، وذلك على خلفية تقديم الحكومة الفلسطينية مساعدات لسكان القدس للوقاية من فيروس “كورونا”.

وخلال الأيام الماضية، منعت سلطات الاحتلال المبادرات الشخصية لتعقيم أحياء القدس، واعتقلت المشاركين فيها وصادرت الآلات الخاصة بها، كما استولت قوات الاحتلال على مساعدات غذائية كانت ستوزع على عوائل القدس الفقيرة، التي تضرر أربابها من تعطل العمل بسبب انتشار الفيروس.

إلى ذلك فقد قام مستوطنون بالاحتفال بـ “عيد الفصح اليهودي” على أسوار المسجد الأقصى، من خلال إضافة “عبارات تلمودية”.

وقال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن هذه العملية تعد “سلوكا استفزازيا عنصريا، وتأتي في سياق المحاولات البائسة لتهويد مدينة القدس”، مؤكدا أن مدينة القدس “ستبقى عربية فلسطينية، وهؤلاء المستوطنين الأغراب إلى زوال”.

وفي سياق الهجمات الإسرائيلية المتواصلة ضد الضفة، استولت قوات الاحتلال الأربعاء على جرار زراعي في بلدة الشيوخ شمال الخليل، وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار في بيت لحم، حسن بريجية، إن الاحتلال استولى على جرار زراعي يعود للمواطنين حامد محمد العبابدة، أثناء حراثة أرضه في منطقة “أصير” المحاذية لمستوطنة “متساد نوكديم” الجاثمة على أراضي المواطنين، بحجة أنها أراضي دولة، مؤكدا أن تلك الأراضي هي أملاك خاصة والمواطن يحوز أوراقا ثبوتية بذلك.

وكان عدد من المواطنين أصيبوا جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي صوبهم، خلال اندلاع مواجهات شعبية في إحدى البلدات التابعة لمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

وذكرت مصادر محلية أن تلك المواجهات اندلعت بين المواطنين من جهة وقوات الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى، في بلدة الشيوخ قضاء الخليل، حيث اندلعت المواجهات في عدة مناطق بالبلدة، مع مستوطني مستوطنة “أسفر” المقامة على أراضي بلدتي سعير والشيوخ، بعد أن اقتحموا البلدة بحماية من جيش الاحتلال.

جدير ذكره أن المستوطنين هاجموا الثلاثاء العديد من المواطنين أثناء وجودهم في أراضيهم بتلك البلدة، ضمن سعيهم للسيطرة على الأرض لصالح توسيع المستوطنات، حيث قام بعضهم بوضع سياج شائك قبل أيام حول أراض تعود ملكيتها لأحد السكان، كما قام مستوطنون الثلاثاء باختطاف شقيقين خلال عملهم في فلاحة أرضهم في إحدى البلدات التابعة لمدينة رام الله وسط الضفة.

وفي قطاع غزة، أصيب صباح الأربعاء صياد بجروح، نتيجة تعرضه وزملاء له لإطلاق نار من قبل زوارق حربية للاحتلال الإسرائيلي قبالة بحر مدينة غزة.

وقال نقيب الصيادين، نزار عايش، إن أحد الصيادين أصيب بيده وقدمه بعدة رصاصات معدنية مغلفة بالمطاط، أطلقها جنود بحرية الاحتلال، خلال ملاحقة قوارب صيد فلسطينية في بحر منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة.

وجرى بسبب الهجوم خروج مراكب الصيد إلى الساحل، ونقل الصياد المصاب على الفور إلى أحد المشافي لتلقي العلاج، حيث وصفت حالته بالمتوسطة.

وأكد الصيادون أن مراكب الصيد المستهدفة كانت تبحر في مساحة الصيد المسموح بها في تلك المنطقة وفق إجراءات الحصار الإسرائيلي، وهي ستة أميال بحرية.

وخلال اليومين الماضيين صعدت قوات الاحتلال من هجماتها ضد الصيادين ومزارعي الحدود، من خلال هجمات مماثلة باستهدافهم بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى تنفيذ قوات الاحتلال العديد من عمليات التوغل البري على الحدود الشرقية للقطاع.

جدير ذكره أن هذه الهجمات تحول دون قدرة الصيادين والمزارعين على إكمال عملهم اليومي المعتاد في البحر والحقول الزراعية القريبة من الحدود، خشية على حياتهم.

وفي السياق، قررت سلطات الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الواقع على أقصى الحدود الجنوبية الشرقية لقطاع غزة، لمدة يومين، بحجة الأعياد اليهودية.

ووفق رئيس اللجنة الرئاسية لتنسيق دخول البضائع للقطاع رائد فتوح، فإن الإغلاق سيستمر حسب ما أبلغت سلطات الاحتلال، يومي الأربعاء والخميس، بسبب “عيد الفصح اليهودي”، حيث سيوقف الاحتلال حركة إدخال البضائع والمحروقات إلى قطاع غزة يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين، بالإضافة إلى إغلاقه يومي 28 و29 من الشهر الجاري، بسبب الأعياد أيضا.

وهذا المعبر هو المنفذ التجاري الوحيد المخصص لنقل البضائع إلى سكان غزة المحاصرين، منذ أن قامت سلطات الاحتلال بفرض الحصار المشدد على القطاع قبل 14 عاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى