الشأن العربي

التايمز: من خَسرَ سوريا؟

نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية عنوان مقال افتتاحيتها في صيغة تساؤل “من خَسرَ سوريا؟”.

وتوضح أن قرار الرئيس ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، أثار تزاحما للاستفادة منه بين روسيا وسوريا وتركيا، وأن الخاسرين الأكبرين جراء ذلك هما الأكراد والغرب.

وتشير الصحيفة إلى أن عواقب قرار ترامب سحب جميع القوات الأمريكية المؤلفة من 2000 عسكري من سوريا باتت الآن واضحة على الأرض.

إذ أرسلت تركيا، المتلهفة لطرد جميع القوات الكردية من حدودها الجنوبية، بحسب الصحيفة، دبابات لتطويق بلدة منبج الاستراتيجية في شمالي سوريا، والتي كانت قاعدة للقوات الأمريكية وتخضع حاليا لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تؤلف وحدات حماية الشعب الكردية جزءا كبيرا منها.
وتضيف أنه ردا على ذلك، طلب الأكراد من دمشق حمايتهم عبر دخول الجيش السوري إلى البلدة. وقد تحرك الجيش السوري إلى ضواحي البلدة للمرة الأولى منذ ست سنوات.

وتخلص إلى أن ذلك يشبه نهاية اللعبة في الوضع السوري المعقد. وهو، بنظرها، خيار مثير للسخرية والإحباط، بأن يترك الرئيس الأسد ليفرض قبضة قيادته القاسية على معظم البلاد مع تخندق حلفائه الروس والإيرانيين بقوة لمساعدته في “تطهير” ما تبقى من خصومه.

وترى الصحيفة أن تركيا على الجانب الآخر لم تعد تخشى التصادم مع الولايات المتحدة، حليفتها في حلف شمالي الأطلسي (ناتو) وتستعد لتوجيه ضربة قاسية للمسلحين الأكراد الذين تحملوا عبء قتال إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية، وباتوا بعد أن تخلى عنهم حلفاؤهم الأمريكان عرضة ثانية لإملاءات حكومة الأسد، وهجوم انتقامي من الرئيس أردوغان، الذي يربط بين وحدات حماية الشعب الكردية وانفصاليي حزب العمال الكردستاني، إذ يصنفهم جميعا تحت مسمى الجماعات الإرهابية.

وتقول الصحيفة إنه لضمان الحصول على حصة مقنعة من الغنائم، وصل اليوم وفد تركي إلى موسكو بشأن عرض روسي للتوسط بين دمشق والأكراد السوريين في شمال شرقي البلاد.

وتخلص إلى القول إن الأكراد سيتعرضون ثانية للخيانة وأن الأسد الذي دمر بلاده جاهز الآن لحكم خرائبها، لتتساءل قائلة: “من خَسرَ سوريا؟ إنه السؤال الذي على ترامب أن يتامل فيه جيدا!”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى