تقارير وتحليلات

النظام الأردني… بين تهديدات الملك “العابثة” والمساومة الإسرائيلية الأمريكية

هل ينبغي لإسرائيل أن تعطي للملك عبد الله، حاكم الأردن، حق فيتو على نيتها بسط سيادتها على كل الاستيطان الإسرائيلي في يهودا والسامرة وغور الأردن؟ أمس، انطلقت أصوات غير واضحة حول المسألة من أوساط زعماء “أزرق أبيض”.

الجمعة الماضي، وفي مقابلة مع صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، هدد عبد الله بأنه: “إذا ضمت إسرائيل حقاً الضفة الغربية في تموز، فإن الأمر سيؤدي إلى صدام مكثف مع المملكة الأردنية الهاشمية”.

في تحديثات الأخبار، الاثنين صباحاً، قيل إن “محافل رفيعة المستوى في “أزرق أبيض” ترغب في اشتراط تنفيذ خطة السيادة بتلقي الموافقة المسبقة من الأردن، وفقا لصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية.

وفي أثناء احتفال تسلم غابي أشكنازي منصبه وزيراً للخارجية، قال إن إسرائيل ستعمل على خطة ترامب “بالحوار مع جيراننا، في ظل الحفاظ على اتفاقات السلام والمصالح الاستراتيجية لدولة إسرائيل”. وبإضافة تقارير الصباح، فإن تصريحات أشكنازي تطرح إمكانية أنه هو وشريكه، وزير الدفاع ورئيس الوزراء البديل بيني غانتس، يريان في تهديد عبد الله سبباً للتخلي عن موافقتهما على تأييد خطة السيادة.

إذا كان هكذا هو الأمر حقاً، فهل هما محقان؟ سأل مراسلو “دير شبيغل” إذا كان عبد الله سيرد على تنفيذ خطة السيادة بتعليق اتفاق السلام وكان جوابه: “لا أريد أن أهدد أو أخلق أجواء صدام”. وبالعبرية البسيطة: “لا احتمال”.

إسرائيل هي مفتاح الاستقرار

لن يلغي عبد الله اتفاق السلام، لأن هذا هو مفتاح بقاء نظامه. إسرائيل تعزز الأردن اقتصادياً من خلال المياه والغاز اللذين توردهما للملكة. والولايات المتحدة تعزز عبد الله من خلال القوات الأمريكية المرابطة في الأردن بشكل دائم ومن خلال مساعدة سنوية بمبلغ 1.8 مليار دولار.

هذا لا يعني أن وضع العلاقات بين إسرائيل والأردن مستقر. الأغلبية المطلقة من سكان الأردن يكرهون اليهود، لا يوجد تأييد جماهيري لاتفاق السلام مع إسرائيل، بل العكس. كما لا يوجد الكثير من التأييد الجماهيري للأسرة المالكة.

احتمال كبير أن يطاح بعبد الله في يوم من الأيام، والنظام الذي سيخلفه سيلغي اتفاق السلام. الرد الإسرائيلي الصحيح على هذا الوضع ليس بإلغاء تنفيذ خطة السيادة التي تثبت مكانتها السياسية والأمنية حيال الأردن، وبشكل عام من خلال تخليد سيطرتنا في الحدود الشرقية.

الرد الصحيح على هذا الوضع –وهو أمر صحيح حتى قبل أن تولد خطة السيادة– هو إعداد خطة مفصلة لليوم التالي للنظام الهاشمي.

أثنى أشكنازي في أقواله على علاقات إسرائيل – الولايات المتحدة.. “الولايات المتحدة هي الحليف الأقرب والصديق الأهم لدولة إسرائيل”. ومن أجل الحفاظ على هذه العلاقات، فإن على أشكنازي وغانتس أن يلتزما بالكلمة التي أعطاها غانتس للرئيس ترامب في أثناء زيارته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني. هناك، وفقاً لمصدر أمريكي كبير، تعهد غانتس بتنفيذ خطة ترامب بما فيها خطته السياسية. أما محاولة التعلق بتهديد عبد الله لتأجيل تنفيذها، فستضر بعلاقات إسرائيل – الولايات المتحدة.

قال أشكنازي إنه من خلال خطة الرئيس ترامب للسلام، “فإنه يضع أمامنا فرصة تاريخية لتصميم مستقبل إسرائيل وحدودها”. محظور السماح للملك عبد الله وتهديداته العابثة أن تقف في طريقنا في هذا الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى