تقارير وتحليلات

تصاعد الحرب الألكترونية بين واشنطن وطهران مع تصاعد الحرب الكلامية

تصاعدت في الآونة الأخيرة الهجمات الإلكترونية على منشآت إيرانية حساسة، وكان لافتا تزامن هذه الهجمات مع تكرار الاعتداءات الإيرانية على سفن تجارية في مياه الخليج ومضيق هرمز.

وبعد الاعتداء الإرهابي على منشأتي خريص وبقيق التابعتين لشركة أرامكو السعودية منتصف سبتمبر الجاري، سارعت إيران إن تشدد إجراءاتها الأمنية تحسبا لهجمات إلكترونية.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن رئيس الدفاع المدني، المسؤول أيضا عن أمن الإنترنت، قوله الخميس، إن “الفضاء الإلكتروني يعتبر أحد مجالات التهديد الرئيسية ضد الدول ولا سيما إيران”.

وفي مقابلة الأحد مع برنامج “قابل الصحافة” على شبكة “إن بي سي” الأمريكية، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة ببدء حرب إلكترونية على بلاده.

وتعليقا على ادعاءات إيران بشنّ الولايات المتحدة لهجمات إلكترونية عليها، أوضح الدكتور نبيل العتوم، رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية للبحوث والدراسات أن “الحرب الإلكترونية بين واشنطن وطهران لن تكون بديلا عن الحرب التقليدية، إلا أنها تشكل أحد أدوات الضغط على إيران”.

وأضاف العتوم في تصريح خاص لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “الهجمات الإلكترونية على إيران يمكن أن تكون بديلا مؤقتا، وهي لا تقل خطورة عن الهجوم العسكري، إذ أنها يمكن أن تشل تحركات الخصم على أكثر من صعيد”.

التصعيد المتدرج

وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نهاية أغسطس الماضي، أن الولايات المتحدة شنت هجوما إلكترونيا على إيران، أسفر عن تدمير قاعدة بيانات استخدمها الحرس الثوري لمهاجمة ناقلات النفط خلال الأشهر القليلة الماضية.

وكان من اللافت أن الهجوم الأميركي الإلكتروني على إيران، الذي جاء في يونيو الماضي، تزامن مع إسقاط طهران طائرة أميركية بدون طيار فوق المياه الدولية في منطقة مضيق هرمز.

وحول التزامن بين الهجمات الإلكترونية والعسكرية، بيّن العتوم أن الولايات المتحدة “لا تزال تتبع سياسية تصعيد متدرجة مع إيران” مشيرا إلى أن “الهجمات الإلكترونية ضد إيران تتزامن غالبا مع الاعتداءات الإيرانية وزيادة تدخلها في المنطقة”.

وأشار العتوم في هذا الصدد إلى تعطل شبكة الإنترنت بشكل كبير في إيران عقب الهجوم على منشآت أرامكو السعودية في 14 سبتمبر الجاري، حيث جرى الحديث عن “هجوم إلكتروني غير مسبوق”، على حد تعبيره.

وأوضح العتوم أن “إيران حاولت أكثر من مرة اختراق كمبيوترات تابعة لوزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين، كما لم تتورع عن شن هجمات إلكترونية استهدفت مؤسسات خليجية، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل”.

وفي المقابل، نجحت الولايات المتحدة في تعطيل مؤسسات إيرانية حساسة، كان أبرزها الهجوم الإلكتروني المعروف باسم “ستاكس نت” الذي ضرب أجهزة الطرد المركزي في عدد من مفاعلات النووية الإيرانية عام 2010، بحسب العتوم.

تفوق أميركي

وتوقع العتوم تصعيد الولايات المتحدة هجماتها الإلكترونية ضد إيران في المستقبل، باعتبارها أحد أدوات الضغط على طهران من أجل إجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بخصوص برنامجها النووي.

وفرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات عدة على أشخاص وكيانات إيرانية وأخرى مرتبط بطهران بعد انسحاب واشنطن في مايو 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، الذي تم توقعيه في 2015.

وتسعى الولايات المتحدة إلى إجبار إيران على الجلوس مجددا إلى طاولة المفاوضات من أجل إبرام اتفاق جديد يحول دون امتلاك طهران أسلحة نووية، لا سيما في ظل استمرارها في تهديد جيرانها وتدخلها في شؤون المنطقة.

وعلى الرغم من إنشاء إيران ما يسمى “الجيش الإلكتروني”، بحسب العتوم، فقد أكد أن القدرات الإيرانية في هذا المجال “لا يمكن مقارنتها مع التطور التكنولوجي الهائل لدى الولايات المتحدة”.

وفي حال استمر تصعيد الهجمات الإلكترونية بين الولايات المتحدة وإيران، توقع العتوم أن تتضرر قطاعات إيرانية حساسة مثل، قطاع المياه والطاقة والمصارف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى