تقارير وتحليلات

حاخامات يهود: تقدم النساء تدمير للعائلة والمجتمع الإسرائيلي

في عهد “مي تو” وبعد الاحتجاج على قتل النساء وتعنيفهن في ديسمبر (الاحتجاج الأكبر للدولة في كل ما يتعلق بحقوق النساء والمساواة الجندرية)، يعتقد “روجل الفر” أن موضوع السنة الرئيسي الذي ينشغل به الخطاب النسوي هو دمج النساء في الجهاز القتالي في الجيش الإسرائيلي (“نسوية المتدينات”، “هآرتس”، 1/9). إن أقوال الفر بأن العسكرة تحولت إلى أساس احتجاج النساء، وتشمل استخدام كلمات مثل “غوريلا”، كوصف لهؤلاء النساء، والبكاء على فقدان القدرة على أن تكون ليبرالياً في إسرائيل.. بعيدة كل البعد عن الواقع، وفقاً لصحيفة “هآرتس” العبرية.

 

أولاً، الفر يتجادل في عدد كبير من المواضيع التي تسعى إلى تحقيقها المنظمات والنشيطات النسويات، التي تسمع جيداً في أوساط الجمهور وتتم تغطيتها بصورة دائمة في وسائل الإعلام، مثل: موضوع التحرش الجنسي والعنف ضد النساء، المعروف بصورة دائمة في عناوين الأخبار واحتجاج الجمهور؛ ونضال النساء في كل ما يتعلق بتمثيلهن في مواقع التأثير؛ والدفع قدماً بسوق عمل متساوية وضد الفجوة في الأجور؛ وقيادة قانون حظر البغاء؛ واحتجاجات البنطالات، والمطالبة بأن تكون النساء جزءاً من أي فضاء عام.

إضافة إلى ذلك، إن الادعاء بأن النسوية في إسرائيل تغيرت تماماً يعدّ ادعاء خاطئاً. النضال من أجل مكانة النساء في كل ساحات التأثير في إسرائيل، بما في ذلك في الجيش الذي كان وما زال ساحة عامة رئيسية تؤثر على المجتمع الإسرائيلي، هو نضال طويل. هناك منظمات ونشيطات تختار عدم المشاركة في كل ما يتعلق بالجيش الإسرائيلي؛ لخشية من العسكرة. هذا موقف مشروع، في لوبي النساء، نعتقد أنه لا يمكن تجاهل ما يحدث في الجيش، بذريعة أن النساء (والرجال أيضاً) يصلن إلى الجهاز التراكمي هذا في سن صغيرة، وليس لديه ولا يمكن أن يكون لديه منظور مبني على التجربة، لا سيما أن الجيش مؤسسة تؤثر بصورة بارزة على المجتمع الإسرائيلي، من بناء علاقات شخصية ومروراً بفرص التشغيل وانتهاء بتشكيل الخطاب.

علاوة على ذلك، يتجاهل الفر جوهر الصراع القائم في كل ما يتعلق بخدمة النساء في الجيش، الذي لا يتناول الوحدات المقاتلة في معظمه. وإلى جانب زيادة الفرص التي تحصل عليها النساء في الجيش وزيادة عدد النساء اللواتي يخدمن في مراتب عليا، هناك رد مضاد يتركز حول الخدمة المشتركة، الذي يرى النساء كمس بالتواضع ويطلب منهن ارتداء (قمصان بيضاء مع سروال تحت البنطال) والامتناع عن الخدمة مع جنود متدينين. حتى في التوراة التي ليست في إطار الوحدات القتالية. مثلاً، وصلت إلى الخط المفتوح للمجندات، الذي تشغله مجموعة لوبي النساء، شكوى من مجندة كان يجب أن تصل إلى دورة مخازن المستودعات. والتوقيع في أعقاب ذلك على فترة لخدمة دائمة، ثم منعت مرتين من الذهاب إلى الدورة خلافاً للتعليمات الواضحة للجيش، لأن الدورة تضمنت جنوداً متدينين.

أقوال الحاخام تسفي كوستنر، رئيس مدرسة الاتفاق الدينية في متسبيه رامون، التي تم بثها في تقرير “همكور” (المصدر) في الأسبوع الماضي “هم يريدون احتلال كل شيء، وفي اللحظة التي يصل فيها هذا إلى الجيش، سيصل إلى المجتمع المدني، ففي هذا هدم للعائلة في المجتمع”.. كانت هي التبرير بأن أفشل المشروع الريادي لدمج مجندات في الدبابات، رغم أنه ما من شك في أن المشروع الريادي، من ناحية عملياتية، كان ناجحاً.

الفر يرفض قبول حقيقة أن كوستنر يكشف عن رد فعل القوى الرجعية ضد خدمة المرأة في الجيش: الحقيقة بالنسبة له ولزملائه أن المشكلة ليست في الجيش، القضية هي ما يحدث بعد الجيش في مراكز التأثير؛ لأن أشخاصاً متطرفين مثل كوستنر يعتبرون تقدم النساء وتأثيرهن بشكل عام -ليس في الجيش فحسب- يوازي تدمير الفتيات وتدمير العائلة. هدف زميلتي وهدفي هو تمكين كل امرأة من إمكانية الازدهار في المجتمع وفقاً لإرادتها ومؤهلاتها وطموحاتها، والتوقف عن ضرب رأسها بسقف الزجاج لأسباب جندرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى