تقارير وتحليلات

14 هجوم دامي بسبب القومية البيضاء

خلال السنوات الثماني الماضية، وعبر مختلف القارات، اختار المؤمنون بنظرية “القومية البيضاء”  تفوق العِرق الأبيض أو السيادة على ذوي البشرة السوداء مراراً نفس الأهداف من أجل القيام بعمليات عنصرية بإطلاق النار، أو الطعن، أو التفجير، أو المهاجمة بالسيارات، والهدف كان مساجد، ومعابد، وكنائس خاصة بذوي البشرة السوداء، وسياسيون يساريون.

ويبدو أنَّ حادث إطلاق النار الجماعي الجمعة 15 مارس الذي استهدف مسجدين بمدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا، وأسفر عن مقتل 49 شخصاً، هو الأحدث ضمن سلسلة من الهجمات المدفوعة بالإيمان بأنَّ العِرق الأبيض مُهدَّد حسب صحيفة “الجارديان” البريطانية. ومصادر تلك التهديدات المُتصوَّرة تشمل اليهود، والمهاجرين المسلمين، واللاجئين، والنسويات، والساسة اليساريين.

لم يكن المهاجمون جزءاً من جماعة واحدة مُناصِرة لتفوق العِرق الأبيض. لكنَّهم غارقون في الدعاية العنصرية العالمية نفسها، وطُلقاء في استخدام ميمات الإنترنت واستحضار نظريات المؤامرة، وغالباً ما يُشير المعتدي في إحدى الهجمات إلى أسماء القَتَلَة الذين سبقوه.

في غضون أقل من عقدٍ من الزمن، تضمَّنت تلك الهجمات ما يلي:

يوليو 2011

قُتِل 77 شخصاً في هجماتٍ على جزيرة أوتويا ومدينة أوسلو النرويجيتين

وقع هجومٌ بسيارة مفخخة، أعقبه حادث إطلاق نار يستهدف المخيم الصيفي لشباب حزب العمال النرويجي على الجزيرة. أراد المُهاجِم، أندريس بريفيك، منع «غزوٍ من المسلمين»، واستهدف عمداً شباباً نشطين سياسياً كان ينظر إليهم باعتبارهم «ماركسيين ثقافياً» وأنصاراً للتعددية الثقافية. وكان أكثر من نصف القتلى من المراهقين.

أغسطس 2012

قُتِل 6 مصلين في حادث إطلاق نار استهدف معبداً للسيخ في مدينة أوك كريك بولاية ويسكونسن الأمريكية.

كان من بين القتلى رئيس المعبد، ساتوانت سينغ كاليكا. وكان مُطلِق النار، وهو «أحد النازيين الجدد المُحبَطين» الذي وقع في يد جماعات القوة البيضاء، يتردد بانتظام على المواقع العنصرية. وكان قد تحدَّث قبل ذلك لأحد زملائه في الجيش الأمريكي عن «حربٍ عِرقية مقدسة آتية»، وأخبر آخر أنَّه «خائن لعِرقه» لأنَّه كان يواعد امرأة لاتينية.

سبتمبر 2013

طعن مغني الراب والناشط المناهض للفاشية بافلوس فيساس حتى الموت في مدينة بيرايوس اليونانية

سُجِن عضوٌ بارز بحزب «الفجر الذهبي» المنتمي لتيار النازية الجديدة في اليونان بعد اعترافه بالقتل.

أبريل 2014

مقتل ثلاثة أشخاص داخل مركز يهودي ودار مسنين في مدينة أوفرلاند بارك بولاية كانساس الأمريكية

أطلق قيادي سابق بمنظمة كو كلوكس كلان النار على 3 أشخاص وقتلهم، أحدهم كان يبلغ من العمر 14 عاماً فقط. وقال الرجل إنَّه كانت لديه قناعة بأنَّ اليهود يُدمِّرون العِرق الأبيض، وإنَّ التنوع نوعٌ من الإبادة الجماعية. ولم يكن أيٌّ من ضحاياه يهودياً، لكنَّه قال إنَّه كان يعتبر اثنين منهم متواطئين مع الشعب اليهودي.

يونيو 2015

قُتِل 9 أشخاص أثناء جلسة لدراسة الكتاب المقدس بكنيسة تاريخية لذوي البشرة السوداء في مدينة تشارلستون بولاية ساوث كارولينا الأمريكية

كان من بين الضحايا التسع رعايا كبار السن ظلوا لفترة طويلة أعضاء بكنيسة ماذر إيمانويل إيه إم إي، إلى جانب العضو بمجلس شيوخ الولاية كلمنتا بينكني. وقال مُطلِق النار، الذي أعلن نفسه مؤمناً بنظرية تفوق العِرق الأبيض، إنَّه كان يريد بدء حربٍ عِرقية، وإنَّه قلقٌ بشأن «جرائم السود بحق البِيض».

أكتوبر 2015

قُتِل 3 أشخاص بمدرسة بمدينة ترولهاتان السويدية

استهدف المُهاجِم مدرسة عليا محلية بها نسبة عالية من الطلاب المهاجرين. وقالت الشرطة إنَّه طعن طلاباً وأساتذة، واستهدف أصحاب البشرة الداكنة. قُتِل ثلاثة أشخاص في الهجوم، بينهم أحمد الحسن صاحب الـ15 عاماً، والذي وُلِد في الصومال وكان قد انتقل حديثاً إلى السويد.

يونيو 2016

إطلاق النار على النائبة عن حزب العمال بالبرلمان البريطاني جو كوكس وطعنها حتى الموت

كانت كوكس داعمةً لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي. وتعرَّضت للهجوم قبل أسبوعٍ من التصويت على بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد عام 2016. ويُعَد الرجل الذي أُدين بقتلها، توماس ماير، أحد المؤمنين بنظرية تفوق العِرق الأبيض والمهووسين بالنازيين وجريمة الفصل العنصري «أبارتيد» بجنوب إفريقيا. وأثناء قتلها صاح قائلاً: «هذا من أجل بريطانيا»، و»حافظوا على بريطانيا مستقلة»، و»بريطانيا أولاً».

يناير2017

قُتِل ستة أشخاص أثناء صلاة العشاء بأحد مساجد مقاطعة كيبيك الكندية

قُتِل أحد الضحايا، عز الدين سفيان، أثناء محاولته إيقاف المُسلَّح. وأُصيب كذلك 19 شخصاً في حادث إطلاق النار، الذي قال المُهاجِم إنَّه جاء مدفوعاً بتغريدة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو التي ذكر فيها أنَّ اللاجئين محل ترحيب في كندا، وأنَّ «التنوع قوة»، وهي التغريدة التي جاءت رداً على حظر السفر الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الأشخاص من عدة دول ذات غالبية مسلمة. وكان المُهاجِم، الذي قال إنَّه كان يخشى أن يقتل اللاجئون أسرته، معروفاً من قبل بنشاطه العدواني المعادي للمسلمين واللاجئين ووجهات النظر النسوية على الإنترنت.

مارس 2017

تعرَّض تيموثي كوفمان للمطاردة والقتل بالسيف على يد أحد المؤمنين بتفوق العِرق الأبيض في مدينة نيويورك الأمريكية

كان تيموثي (66 عاماً)، وهو «يعمل بمجال إعادة تدوير العلب والزجاجات»، يملك حساباتٍ نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بصوره مع المشاهير أمثال أوبرا وينفري. وقال قاتِله، وهو أحد قدامى المحاربين بالجيش الأمريكي، إنَّه استهدف رجلاً عشوائياً أسود البشرة في الشارع بمدينة نيويورك باعتباره «عملية تدريب» على هجومٍ أكبر، وكجزءٍ من حملة لإقناع النساء البِيض بعدم الدخول في علاقات مع المنتمين للأعراق الأخرى. وحثَّ المُهاجِم إحدى الصحفيات كانت تجري معه حواراً على الإنجاب، فقال لها: «النساء البِيض الصالحات يجب أن يُنجِبن أكبر عدد ممكن من الأطفال».

مايو 2017

تعرَّض رجلان للطعن حتى الموت بعدما تدخَّلا في مشادة معادية للمسلمين في مدينة بورتلاند بولاية أوريجون الأمريكية

قُتِل رجلان وأُصيب آخر بعدما حاولوا التدخُّل لحماية امرأة شابة كانت هدفاً في أحد القطارات العامة لحديثٍ معادٍ للإسلام. وصاح قاتِلهم المزعوم في قاعة المحكمة قائلاً: «حرية التعبير أو الموت»، و»الموت لحركة أنتيفا (حركة معاداة الفاشية)! أنتم تدعون هذا إرهاباً، وأنا أدعوه وطنيةً».

يونيو 2017

قُتِل مكرم علي وأُصيب 12 شخصاً بعدما دهستهم شاحنة المصلين خارج مسجدٍ بمنطقة فينزبري بارك بالمملكة المتحدة

وفقاً لشهود عيان، صاح القاتِل دارين أوزبورن قائلاً بعد هجوم الشاحنة: «أريد قتل كل المسلمين، لكنَّني أنجزتُ جزءاً يسيراً من العمل». وقد خلُص أحد القضاة إلى أنَّ الرجل أصبح متطرفاً على الإنترنت وتويتر، واستقى الدعاية المعادية للمسلمين من شخصيات يمينية بارزة.

أغسطس 2017

قُتِلَت هيذر هاير وأُصيب العشرات بعدما دهست سيارة محتجين مناوئين للنازية في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا الأمريكية

بعدما فضَّت السلطات تجمُّعاً عنيفاً للمؤمنين بتفوق العِرق الأبيض والنازيين الجدد في مدينة شارلتسفيل بولاية فرجينيا، قاد أحد الرجال ممَّن التُقِطَت له صورة مع مجموعة مؤمنة بتفوق البِيض سيارته في شارع مزدحم مليء بالمحتجين المضادين. فقُتِلَت هيذر (32 عاماً)، وأُصيب عشرات آخرون، كثيرون منهم بإصابات خطيرة. كان القاتِل مهووساً بهتلر حين كان مراهقاً، وذلك بحسب أستاذه السابق. وأثناء مكالمات أجراها وهو داخل السجن، تم تسجيل انتقاده والدة هيذر باعتبارها «شيوعية» و»واحدة من أولئك المعاديات للمؤمنين بتفوق العِرق الأبيض».

أكتوبر 2018

حاول رجلٌ دخول كنيسة لذوي البشرة السوداء قبل أن يُزعَم قتله لشخصين من ذوي البشرة السوداء في السوبرماركت بولاية كنتاكي الأمريكية

قال شاهد عيان إنَّ المُهاجِم المزعوم قال أثناء الهجوم: «البِيض لا يقتلون البِيض». وكانت ضحيتاه هما موريس ستالارد (69 عاماً) وفيكي لي جونز (67 عاماً). وقبل حادث إطلاق النار بقليل، كان المُهاجِم قد حاول دخول كنيسة قريبة غالبية مرتاديها من ذوي البشرة السوداء، لكنَّها كانت مُقفَلة.

نوفمبر 2018

قُتِل 11 شخصاً في حادث إطلاق نارٍ جماعي يستهدف كنيس شجرة الحياة اليهودي في مدينة بتسبيرغ بولاية بنسلفانيا الأمريكية

كان المُهاجِم المزعوم يملك حساباً على موقع تواصل اجتماعي متطرف، وهناك اتهم الشعب اليهودي بمحاولة جلب المسلمين «الأشرار» إلى الولايات المتحدة، وكتب أنَّ إحدى منظمات إغاثة اللاجئين «تحب إحضار الغُزاة لقتل شعبنا». وزُعِم أنَّ روبرت باورز أشار في منشوراته على الإنترنت إلى نقاشات داخلية داخل مجموعات المؤمنين بتفوق البِيض، وحرَّض على مضايقة ناشط مناهض للفاشية من مدينة شارلوتسفيل. ولم يعترف باورز بأنَّه مذنب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى