الشأن العربي

غارات روسية على إدلب تودي بحياة 12 مدنياً بينهم أطفال

إدلب المحاصرة بالأزمات، كانت على موعد، أمس الأحد، مع مجزرة جديدة وخسائر بشرية ومادية، بعد مقتل 12 مدنياً وجرح العشرات بينهم أطفال، في ريف المحافظة شمال غربي سوريا، جراء قصف المقاتلات الحربية الروسية المجمعات السكنية، وذلك وسط عجز المنظمات الإغاثية الدولية عن تقديم العون لملايين الأشخاص الذين يتواجد 2.7 مليون منهم في محافظة إدلب ومحيطها.
وأكد مسؤول الدفاع المدني في المنطقة مصطفى الحاج يوسف لـ «القدس العربي» ارتفاع عدد القتلى إلى 12 مدنياً بعد ذكره سابقاً أن عددهم وصل إلى تسعة. ووثق فريق الدفاع المدني مقتل 5 مدنيين بينهم 4 نساء وإصابة ثلاثة مدنيين بينهم طفلة، في قرية الملاجة بريف إدلب الجنوبي نتيجة استهداف الطيران الحربي الروسي منازل المدنيين بغارة جوية، حيث عملت فرق الإنقاذ على إسعاف المصابين إلى المشفى وانتشال جثامين القتلى من تحت الأنقاض، كما قتل 4 آخرون وأصيب 7 بينهم عنصر من الدفاع المدني، الأحد، في مدينة سراقب شرقي إدلب، بعد غارتين متتاليتين من قبل الطيران الحربي الروسي.
وفي سياق السياسة الروسية، الهادفة إلى تدمير البنى التحتية، استهدف الطيران الحربي الروسي منشأة كهربائية على أطراف بلدة معردبسة شرق ادلب، كما أخرج مشفى «شام» على أطراف مدينة كفرنبل عن الخدمة إثر استهدافه ببرميلين متفجرين للنظام بشكل مباشر.
وقال مدير الدفاع المدني، ان الطيران الروسي قصف المناطق السكنية بريف إدلب الجنوبي، مؤكداً استهداف 11 منطقة بـ 11 غارة جوية، إضافة إلى 24 برميلاً من الطيران المروحي و48 قذيفة مدفعية.
بعد حالة من الضغط والسخط الشعبي على هيئة تحرير الشام، ومطالبتها بتفكيك نفسها، قررت جبهة النصرة التي تشكل مركز الثقل في الهيئة، امتصاص غضب الأهالي، عبر إقالة ذراعها المدنية، والحد من سياستها المتسلطة على رقاب السكان، ولا سيما الضرائب والأتاوات، حيث ذكرت «وكالة أنباء شام» التابعة للنصرة أن مجلس الشورى العام دعا «لعقد جلسة طارئة لمناقشة استقالة الحكومة ودراسة الخيارات المتاحة». ونقلت الوكالة عن أمين سر مجلس الشورى العام «بدري العبدالله» قوله «استقبلنا طلب استقالة مجلس الوزراء في حكومة الإنقاذ والذي انتهت ولايته، وشملت الاستقالة جميع الحقائب الوزارية، وستعقد الجلسة خلال الأسبوع الجاري، والتي ستُعرض خلالها استقالة مجلس الوزراء على أعضاء مجلس الشورى العام».

وإلى الغرب، تخوض فصائل المعارضة، معارك ومواجهات عنيفة ضد قوات النظام والميليشيات المحلية والأجنبية المساندة لها، على جبهة الكبينة بريف اللاذقية الشمالي، لصد محاولات التقدم للقوات المهاجمة، تترافق مع قصف بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الفيل من قبل معسكرات النظام على تلال الكبينة، بالتزامن مع عشرات الغارات الجوية للمقاتلات الحربية السورية والروسية، في محيط مواقع المواجهات.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان 29 غارة على محافظة إدلب وجبال اللاذقية.
وأعلنت الأمم المتحدة، أن أكثر من 11 مليون شخص في مختلف المناطق السورية يحتاجون إلى تقديم المساعدة، يأتي ذلك في وقتٍ لا تستطيع فيه المنظمات الإغاثية الدولية المساعدة وتقديم العون إلاّ لنصف العدد شهريا.
وأوضح منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، مارك لوكوك، في آخر إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، أن نحو 4 ملايين شخص يتلقون المساعدات الإنسانية الأممية المقدمة عبر الحدود في مناطق شمال سوريا، مضيفاً يتواجد 2.7 مليون منهم في محافظة إدلب ومحيطها شمال غربي البلاد، داعياً الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى تمديد تفويض عمليات تقديم المساعدات عبر الحدود، والذي ينقضي في شهر كانون الأول المقبل، مؤكداً أن هذه العمليات تحظى بأهمية قصوى ولا بديل عنها.
وطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة للنظر في التطورات الجارية في محافظة إدلب، واتخاذ الخطوات اللازمة لوقف الهجوم الإجرامي والقصف الممنهج، وضرورة القيام بكل ما يضمن حماية المدنيين، منعاً لحدوث موجات نزوح جديدة من المناطق التي تستهدفها قوات النظام وطائرات راعيها الروسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى