تقارير وتحليلات

10 آلاف شخص أصيبوا بسرطان مرتبط بالهجمات على مركز التجارة العالمي

أكد البرنامج الصحي الفيدرالي المعنيّ بضحايا ومصابي هجمات مركز التجارة العالمي تشخيص إصابة 9795 شخصاً بالسرطان المرتبط أحداث 11 سبتمبر، وذلك قبل الذكرى الـ17 لهذه الهجمات الإرهابية التي شهدتها أميركا ، وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وكانت صحيفة  “نيويورك تايمز” الأمريكية قد أعلنت هذا الرقم لأول مرة يوم السبت 11 أغسطس 2018، وتحدَّثت مع مسؤولين بمجال الصحة وعمال إغاثة وناجين كانوا في موقع الغبار السام الخطير الذي سببه وقود الطائرة، ومادة الأسبستوس، والإسمنت، وشظايا الزجاج.

عدد مرضى السرطان بسبب الهجمات في تزايد

وقال د. ميشيل كرين، المدير الطبي للبرنامج في شبكة مستشفيات Mount Sinai، للصحيفة، إنَّه كانت هناك زيادة كبيرة في عدد مرضى السرطان منذ بدء البرنامج، الذي يتتبع الأمراض المتصلة أحداث 11 سبتمبر /أيلول في أميركا ، والذي بدأ منذ 5 سنوات.

وبحسب موقع البرنامج، فإنَّه «يوفر الرعاية الطبية والعلاج للمسعفين والمستجيبين لنجدة ضحايا ومصابي هجوم مركز التجارة العالمي والمناطق ذات الصلة في نيويورك، ومقر وزارة الدفاع (البنتاغون)، ومنطقة شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا، والناجين الذين كانوا في موقع الكارثة بمدينة نيويورك». وقال كرين للصحيفة: «نتلقى هذه الإحالات من 15 إلى 20 مرة في الأسبوع».

وكان البرنامج الطبي قد كشف في عام 2015، عن 3204 حالات إصابة بالسرطان متصلة بأحداث الـ11 من سبتمبر . وبنهاية العام التالي (2016)، ارتفع الرقم إلى 8188 حالة. والآن، يقترب عدد المصابين من 10 آلاف؛ إذ وصل الرقم إلى 9795 مريضاً.

وهؤلاء هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان في أميركا

ووفقاً للصحيفة، مات أكثر من 1700 من المسعفين والمستجيبين وآخرين غيرهم نتيجة لذلك، وضمن ذلك 420 ماتوا بسبب السرطان على وجه التحديد. وكشفت دراسات علم الأوبئة أنَّ عمال الإنقاذ والإنعاش لديهم خطر «أكبر بكثير للإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو المثانة والجلد».

ووفق التقرير، يعتبر سرطان الدم والأمراض الأخرى المرتبطة بخلايا الدم مصدر قلق كبيراً.

أما غير العاملين في مجال الإنقاذ، فقد كانت لديهم «معدلات أعلى بكثير للإصابة بسرطان الثدي وليمفوما اللاهودجكين».

وأضاف كرين: «في مجتمع سكاني يتقدم بالسن، سترى ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالسرطان، بصرف النظر عن نوعه»، مستدلاً بأنَّ متوسط سن المتأثرين بالأمراض المرتبطة بهجمات الـ11من سبتمبر/أيلول ارتفع من 38 إلى 55 عاماً.

خاصة الذين عملوا بموقع مركز التجارة العالمي

أصيب الرقيب السابق بشرطة نيويورك توم ويلسون، الذي عمل نحو 344 ساعة بموقع الهجمات قرب مركز التجارة العالمي ، بأمراض تنفسية أصبحت أشد خطورة لاحقاً.

وفي عام 2008، شُخِّصت إصابة ويلسون بسرطان اللسان بعد سنواتٍ عانى فيها أمراض الجيوب الأنفية والجهاز الهضمي.

وقال ويلسون، الذي ما يزال متقلداً مهام منصبه بفخر، للصحيفة: «ربما بإمكاني التقاعد بسبب الإعاقة، لكنَّ العمل علاجي. إنَّه يساعدني». وأضاف ويلسون: «لو وقعت هجمات أخرى مثل أحداث 11 سبتمبر ، لا قدر الله، فأريد أن أكون قادراً على الاستجابة والمساعدة فيها».

وقالت موظفة الاستقبال السابقة بالجمعية الوطنية للقهوة، ديبي موراليس، إنَّ حالتها الصحية تدهورت تدهوراً جذرياً منذ أن خرجت من مترو الأنفاق ذلك اليوم.

وأضافت موراليس للصحيفة إنَّها عانت نوبتين مَرَضيتين بعد ذلك بـ8 سنوات، وشُخِّصت بالإصابة بسرطان مخ متقدم بعد ذلك.

وأوضحت المرأة المتزوجة أنها -على الأرجح- لن تكون قادرة على الإنجاب؛ بسبب تعقيدات حالتها الصحية، التي منعتها من تجميد بويضاتها.

وواصلت موراليس للصحيفة، بخوف: «إنَّني خائفة من كل شيء منذ الـ11من سبتمبر/أيلول… لم أكن بمثل هذا الحال من قبل. أشعر بأنَّ ذلك الأمر سلبني كل شيء».

والحصيلة «مرشحة للارتفاع»

وقال محامي مستجيبي مركز التجارة العالمي جون فيل: » أحداث 11 سبتمبر ما زالت تقتل… للأسف، مجتمع الأبطال والناجين الهش هذا يتقلص يوماً بعد يوم».

وبحسب المركز الوطني لمعلومات التقنية الحيوية الأميركي، فإنَّ ما يتراوح بين 60 و70 ألف من المسعفين والمتسجيبين الأوائل وحدهم، قِيل إنَّهم استنشقوا الغبار السام.

وكانت د. جاكلين مولين، مديرة برنامج كوينز الصحي المعنيِّ بضحايا ومصابي هجوم مبنى التجارة العالمي في مستشفى نورثويل هيلث، صرَّحت لشبكة CNN، بشأن هذه الأمراض المرتبطة بهجمات الـ11 من سبتمبر في شهر يونيو 2018، قائلةً: «كانت الموجة الأولى هي الشديدة، فالوفيات وجميع الإصابات الشديدة وقعت في الأيام القليلة الأولى».

وأضافت جاكلين: «الموجة الثانية كانت في أعقاب ذلك، ونتج عنها إصابات الجيوب الأنفية والربو والقلق والاكتئاب. أما الموجة الثالثة، فهي الأمراض التي تستغرق سنوات حتى تظهر… أي التحول من مرض حاد إلى مرض مزمن ثم إلى مرض دائم. وهذه هي المرحلة التي نحن فيها حالياً».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى